هدية لترامب أم للجيش.. كيف تضاربت روايتا أمريكا وقطر حول البوينج؟

أثارت تقارير إعلامية تتحدث عن تقديم قطر طائرة فاخرة من طراز “بوينج 747-8” كهدية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولايته الثانية، جدلًا واسعًا؛ وسط تضارب الروايات بين التصريحات الأمريكية والقطرية حول طبيعة الصفقة وأهدافها.
علق رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال منتدى اقتصادي عُقِد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الثلاثاء، على ما تم تداوله، قائلًا إنه “أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء”.
وأضاف آل ثاني، “عندما يتعلق الأمر باتهامات سابقة بالرشوة فإنه لا يوجد دليل على ارتكاب قطر أي خطأ”، معربًا عن أمله في أن تنظر الولايات المتحدة إلى قطر باعتبارها شريكًا موثوقًا في الدبلوماسية لا يحاول شراء النفوذ.
ويختلف هذا التصريح مع رد قطري سابق؛ نفت فيه الحكومة القطرية في بيان رسمي، أنها ستقدّم الطائرة كهدية للولايات المتحدة، لكنها أشارت إلى أن نقل الطائرة لـ”الاستخدام المؤقت” في التنقلات الرئاسية، قيد التشاور بين البلدين، وفق ما قاله علي الأنصاري، الملحق الإعلامي في سفارة قطر في واشنطن.
ومن جانبها، صرّحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، أمس الاثنين، أن الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي “مشروع القوات الجوية”، وأن ترامب “لا علاقة له بها”.
ونفت ليفيت التقارير التي تفيد بأن العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة. وانتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ”التضليل الإعلامي” حول هذه الهدية.
وقالت ليفيت: “لنكن واضحين تمامًا، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية. سيتم تحديثها وفقًا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية – هذه الطائرة ليست تبرعًا شخصيًا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية”.
ويوم 12 مايو الجاري، أكد البيت الأبيض، أن الحكومة القطرية عرضت إهداء طائرة لوزارة الدفاع الأمريكية لكن لا تزال التفاصيل القانونية لذلك قيد الدراسة، مشيرًا إلى أن “ليس هناك ما يدعو للقلق بشأن رغبة قطر في الحصول على شيء في المقابل”، وفق ما صرحت به ليفيت، في مقابلة أجرتها مع قناة “فوكس نيوز”.
لكن أفادت شبكة CNN، بأن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط لقبول طائرة بوينج 747-8 الفاخرة، والتي سيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته. على الرغم من نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته.
ونشرت CNN تقريرًا، اليوم الثلاثاء، قالت فيه نقلًا عن مصادر، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتصلت بقطر، بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية مباشرة، للاستفسار عن شراء طائرة بوينج 747 لتحل محل الطائرة الرئاسية “إير فورس وان”، ويبدو الأمر كصفقة شراء بين الدولتين.
وألمح ترامب، في مقابلة بُثت الأسبوع الماضي، إلى أن المسؤولين القطريين تواصلوا معه مباشرةً بشأن إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية، مدعيًا أن أحد المسؤولين القطريين قال: “إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك”، وفق ما أوردته CNN.
وأثار الحديث عن الطائرة مخاوف داخل الكونجرس الأمريكي من الجمهوريين والديمقراطيين. إذ قال السيناتور الجمهوري تيد كروز، إن الطائرة “تُشكل مشاكل تجسس ومراقبة كبيرة”، وفق تعبيره.
وعلق السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة، قائلًا إن قبول ذلك من شأنه أن يشكل “مخاطر هائلة فيما يتعلق بمكافحة التجسس من خلال منح دولة أجنبية إمكانية الوصول إلى أنظمة واتصالات حساسة”، حسب قوله.
ويُذكر أن الدستور الأمريكي يحظر تحت بند المكافآت، على المسؤولين الحكوميين قبول هدايا “من أي ملك أو أمير أو دولة أجنبية”.
ووافقت شركة الطيران الأمريكية العملاقة “بوينج” في 2018 على تسليم طائرتين رئاسيتين من طراز 747-8 بحلول نهاية عام 2024 مقابل 3.9 مليار دولار.
لكن تعرضت بوينج لسلسلة من العقبات الهندسية والتصنيعية فضلًا عن إفلاس أحد المتعهدين ووباء كورونا، كل هذه المستجدات أجبرت الشركة على تأجيل التسليم إلى عامي 2027 و 2028؛ وهو ما يعني استحالة تسليمها خلال فترة ولاية ترامب الحالية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .