زلزال سياسي في القرن الأفريقي: اعتراف إسرائيل بـ “أرض الصومال” يشعل موجة تنديد دولية وعربية

كتبت: منى حمدان
في خطوة وصفت بأنها “لعب بالنار” في واحدة من أكثر مناطق العالم حساسية، أثار إعلان إسرائيل اعترافها الأحادي بـ إقليم أرض الصومال (صوماليلاند) كدولة مستقلة، عاصفة من الغضب الدبلوماسي.
هذه الخطوة، التي تعد الأولى من نوعها عالمياً تجاه الإقليم الانفصالي، لم تفتح باب الجدل حول سيادة الصومال فحسب، بل كشفت عن أبعاد استراتيجية خطيرة تتعلق بـ اتفاقيات أبراهام ومخططات التهجير.
تفاصيل القرار الإسرائيلي: تعاون تكنولوجي وطموحات “أبراهام”
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إقليم أرض الصومال، الذي أعلن انفصاله عن مقديشو من جانب واحد عام 1991. ولم يتوقف الأمر عند حدود الاعتراف السياسي، بل شمل:
- توقيع اتفاقات تعاون في قطاعات الزراعة والتكنولوجيا.
- مساعٍ لإدراج الإقليم ضمن “اتفاقيات أبراهام” للتطبيع، مع إبلاغ الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب بهذه الرغبة.
مقديشو تحذر: انتهاك للدستور وتهديد للسلم الدولي
ردت الحكومة الفيدرالية الصومالية بحزم، واصفة الخطوة بـ “غير القانونية”.
وأكدت مقديشو أن هذا القرار يضرب عرض الحائط بالدستور المؤقت للصومال وميثاق الأمم المتحدة.
وحذرت السلطات الصومالية من أن نقل التوترات من الشرق الأوسط إلى القرن الأفريقي سيؤدي إلى عواقب وخيمة على الأمن الإقليمي، مؤكدة تحركها عبر كافة القنوات القانونية لمواجهة هذا التوغل.
القاهرة والرياض: جبهة عربية موحدة لدعم سيادة الصومال
تصدّرت مصر والسعودية المشهد الرافض للقرار الإسرائيلي، حيث جاءت المواقف كالتالي:
الموقف المصري: أدانت القاهرة بأشد العبارات هذا الاعتراف، مؤكدة دعمها المطلق لوحدة وسلامة الأراضي الصومالية. واعتبرت الخارجية المصرية أن محاولات فرض “كيانات موازية” هي انتهاك صارخ للقانون الدولي يهدد أسس السلم والأمن.
الموقف السعودي: شددت المملكة على رفضها للإجراءات الأحادية التي تكرس الانفصال، مؤكدة وقوفها الدائم مع جمهورية الصومال الفيدرالية ومؤسساتها الشرعية.
وانضمت لهذا الحراك الدبلوماسي دول قطر، الكويت، الأردن، والعراق، عبر بيانات رسمية أكدت أن العبث بحدود الصومال هو مساس بالأمن القومي العربي الجماعي.
مفاجأة من فلسطين: هل أرض الصومال وجهة لتهجير سكان غزة؟
فجرت وزارة الخارجية الفلسطينية مفاجأة من العيار الثقيل، حيث حذرت من أن هذا الاعتراف قد يكون غطاءً لمخطط خبيث.
وأشارت الوزارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قد يخطط لاستخدام الإقليم كوجهة محتملة لـ التهجير القسري لسكان قطاع غزة، مما يجعل الخطوة تهديداً مباشراً للقضية الفلسطينية والأمن العربي والأفريقي على حد سواء.
ردود الفعل الدولية: تركيا والمنظمات القارية تحذر من “التفتيت”
لم يمر القرار دون رد فعل قوي من القوى الإقليمية والمنظمات الدولية:
تركيا: وصفت الخارجية التركية القرار بـ “التدخل السافر”، واتهمت إسرائيل بمحاولة تصدير أزماتها الداخلية وضرب استقرار الدول التي ترفض سياساتها.
الاتحاد الأفريقي: حذر من “سابقة خطيرة” قد تشجع حركات الانفصال في القارة السمراء، مؤكداً التزامه بحدود الدول الموروثة عن الاستعمار.
جامعة الدول العربية: وصف الأمين العام أحمد أبو الغيط الخطوة بأنها “مستفزة ومرفوضة”، وتمثل اعتداءً صارخاً على سيادة الدول.
القرن الأفريقي على صفيح ساخن
إن اعتراف إسرائيل بـ “أرض الصومال” ليس مجرد إجراء دبلوماسي، بل هو إعادة صياغة للتحالفات في منطقة باب المندب والقرن الأفريقي.
وبينما تحاول تل أبيب كسب موطئ قدم جديد، يجمع المجتمع الدولي على أن وحدة الصومال خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .





