العالم

زلزال “هاتف نتنياهو”: أسرار الاختراق الكبير ومخطط “الشرق الجديد”.. هل تدفع مصر الثمن؟

تحركات "تل أبيب".. من يحرّك خيوط اللعبة؟

كتبت : منى حمدان

تحركات “تل أبيب”.. من يحرّك خيوط اللعبة؟

في وقت تموج فيه المنطقة العربية ببراكين من الأزمات، تبرز تساؤلات حارقة حول المدى الذي تنوي إسرائيل الوصول إليه.

لم يعد الأمر مجرد مناوشات حدودية، بل نحن أمام إعادة هندسة شاملة للجغرافيا السياسية.

في هذا التقرير، نغوص في كواليس “الغرف المظلمة”، ونحلل أبعاد الاختراق الاستخباراتي الأخير الذي هزّ أركان ديوان بنيامين نتنياهو، لنكشف لكم ما يخبئه “المطبخ” الإسرائيلي-الأمريكي للمنطقة.

خريف “تساحي برافرمان”: ماذا وجدوا في هاتف رئيس ديوان نتنياهو؟

فجرت تقارير استخباراتية دولية قنبلة من العيار الثقيل، بعد الكشف عن اختراق هاتف “تساحي برافرمان”، رئيس ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي والرجل القوي في الدائرة الضيقة لنتنياهو.

المصادر تشير إلى أن عملية الاختراق لم تكن من جهة واحدة، بل تشير أصابع الاتهام إلى “مجموعة هكرز نخبويين” يعتقد ارتباطهم بوحدات سيبرانية تابعة لمحور المقاومة، وربما بتسهيل من “جهات داخلية” ساخطة داخل أجهزة الأمن الإسرائيلية نفسها.

المعلومات المسربة كشفت عن “صندوق باندورا” من الأسرار، أبرزها:

بروتوكولات التغيير: وثائق تثبت التلاعب في محاضر اجتماعات “الكابينت” الرسمية لتغيير توقيتات التحذيرات التي وصلت لنتنياهو قبل أحداث 7 أكتوبر، لغرض حمايته سياسياً.

ابتزاز القيادات: سجلات حساسة استُخدمت لابتزاز ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي لضمان ولائهم المطلق لتوجهات اليمين المتطرف.

خرائط “اليوم التالي”: مراسلات سرية حول خطة تهجير ممنهجة لسكان غزة باتجاه الحدود المصرية، وهو ما يفسر الإصرار الإسرائيلي على البقاء في “محور فيلادلفيا”.

تحليل التحركات الإسرائيلية: توسع بلا سقف

تتحرك إسرائيل حالياً وفق استراتيجية “تعدد الساحات”، فهي لا تستهدف حماس أو حزب الله فحسب، بل تسعى لتثبيت واقع جديد يقوم على “تفتيت الدول المركزية”.

لتحركات في جنوب لبنان، والقصف المتكرر في سوريا، والضغط على الحدود المصرية، كلها أجزاء من أحجية واحدة: إنهاء حل الدولتين وفرض “السيادة الإسرائيلية” من النهر إلى البحر.

التنبؤات القادمة: تشير المعطيات إلى أن التحرك القادم قد يشمل “عمليات جراحية” في العمق الإيراني، مع محاولة فرض منطقة عازلة دائمة في جنوب لبنان، وتكثيف الضغط الاقتصادي والعسكري على الأردن لإضعاف ولايته على المقدسات.

الدور الأمريكي: الشريك أم المايسترو؟

لا يمكن فصل التحرك الإسرائيلي عن الأجندة الأمريكية.

واشنطن، رغم تصريحاتها الدبلوماسية الناعمة، تلعب دور “الغطاء الاستراتيجي”.

أجندة من يخدم هذا؟ يخدم هذا التحرك أجندة “المحافظين الجدد” في الولايات المتحدة الذين يرون أن استقرار الهيمنة الأمريكية يتطلب “إسرائيل كبرى” تكون هي الشرطي الوحيد في المنطقة، مما يسمح لواشنطن بالتفرغ لمواجهة التنين الصيني.

الانتخابات واللوبي: نتنياهو يراهن على الوقت، مستغلاً حالة السيولة السياسية في أمريكا لانتزاع أكبر قدر من المكاسب الجيوسياسية.

مصر في قلب العاصفة: الضرر المباشر والأمن القومي

تدرك الدولة المصرية أن الهدف النهائي لليمين الإسرائيلي المتطرف ليس غزة، بل “تصفية القضية الفلسطينية” على حساب دول الجوار.

الأضرار التي سجلها تقريرنا على الدولة المصرية تشمل:

التهديد الوجودي للأمن القومي: المحاولات المستمرة لدفع كتلة بشرية ضخمة نحو سيناء تمثل “إعلان حرب” غير مباشر وتستهدف سيادة الدولة المصرية.

النزيف الاقتصادي: تضرر الملاحة في قناة السويس بسبب توترات البحر الأحمر الناجمة عن التعنت الإسرائيلي، مما كلف الخزانة المصرية مليارات الدولارات.

الضغط الدبلوماسي: محاولات إسرائيلية لتشويه الدور المصري في الوساطة والادعاء بوجود عمليات تهريب عبر الحدود لتبرير وجودهم العسكري في محور صلاح الدين.

الخلاصة: هل تنجح الخطة؟

إن إسرائيل، ومن خلفها قوى دولية، تسعى لتحويل المنطقة إلى “فسيفساء” من الكيانات الضعيفة.

لكن، يظل الصمود المصري والوعي الشعبي العربي هو الصخرة التي تتحطم عليها هذه الأوهام.

إن تسريبات هاتف “برافرمان” أثبتت أن الكيان من الداخل هشّ، وأن الصراعات الداخلية قد تعصف به قبل أن يحقق أحلامه التوسعية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى