هل ينجح الجيش السوداني في قلب المعادلة؟.. انتصارات ميدانية ومؤشرات على تحوّل وشيك

كتبت: جهاد علي
تشهد العاصمة السودانية الخرطوم ومدن حيوية أخرى تصعيدًا ميدانيًا عنيفًا، بعدما كثفت قوات “الدعم السريع” قصفها المدفعي الثقيل على مناطق سكنية وبُنى تحتية، وسط اتهامات باستخدام أسلحة متطورة ضد أهداف مدنية وعسكرية على حد سواء. هذا التصعيد يأتي في وقت يُحقق فيه الجيش السوداني تقدمًا ملموسًا على الأرض، ما يطرح تساؤلات عدة حول مستقبل الصراع، ومصادر تسليح قوات الدعم السريع.
قصف عنيف واستهداف للبنية التحتية
خلال الأيام الأخيرة، أفادت مصادر محلية وشهود عيان بتعرض أحياء في العاصمة لقصف مركز من راجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة، طال أيضًا منشآت خدمية وبنية تحتية، مثل محطات الكهرباء والمياه، مما فاقم الأزمة الإنسانية التي يعيشها ملايين السودانيين.
كما شملت الهجمات مدنًا استراتيجية في دارفور وولايات كردفان، وهي مناطق لطالما شكلت معاقل مهمة في التوازنات العسكرية والسياسية للبلاد.
من أين تحصل “الدعم السريع” على السلاح؟
رغم مرور أكثر من عام على اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، لا تزال الأخيرة تملك ترسانة عسكرية ضخمة تشمل عربات مدرعة، طائرات مسيّرة، وصواريخ متطورة. ويرى مراقبون أن الدعم السريع تمكنت، خلال السنوات الماضية، من بناء شبكة إمداد غير رسمية، تشمل:
-
علاقات خارجية مشبوهة: تُشير تقارير استخباراتية وإعلامية إلى تلقي الدعم السريع مساعدات عسكرية من أطراف إقليمية، بعضها يعمل عبر وسطاء في ليبيا أو دول الساحل والصحراء.
-
الذهب كمصدر تمويل: تستغل قوات الدعم السريع سيطرتها على مناجم الذهب في دارفور ومناطق أخرى، لتمويل عمليات شراء السلاح عبر شبكات تهريب عابرة للحدود.
-
الاستفادة من الانقسام الداخلي: في ظل ضعف الرقابة المركزية، تمكنت القوات من تخزين كميات كبيرة من الذخائر قبل اندلاع الحرب، معتمدين على علاقات داخل مؤسسات الدولة المنهارة.
هل نشهد تحولًا دراماتيكيًا في موازين الصراع؟
رغم تفوق الدعم السريع في حرب المدن والكرّ والفرّ، إلا أن الجيش السوداني بدأ خلال الأسابيع الأخيرة في استعادة زمام المبادرة ميدانيًا، بعد أن أعلن عن انتصارات في مناطق حيوية، مثل جنوب الخرطوم وأجزاء من إقليم كردفان.
ووفق محللين، فإن تحولًا دراماتيكيًا في مسار الحرب قد يكون ممكنًا، لأسباب أبرزها:
-
التفوق الجوي للجيش: رغم التحديات، لا يزال سلاح الجو تحت سيطرة الجيش، ما يمنحه قدرة استراتيجية على ضرب الإمدادات وتحريك قواته.
-
الدعم الشعبي المتزايد: تشير التقارير إلى تنامي حالة الرفض الشعبي لوجود الدعم السريع، خاصة بعد الانتهاكات التي طالت المدنيين في مناطق نفوذها.
-
إعادة تنظيم الجيش: يعمل الجيش على استقطاب قوات الاحتياط، وتوسيع قواعده في الشرق والشمال والولايات التي لا تزال آمنة نسبيًا.
مع ذلك، يُحذر مراقبون من أن الحسم العسكري لا يزال بعيد المنال، في ظل تعقيدات الجغرافيا، وتداخل المصالح الدولية والإقليمية، والانهيار الكامل للمنظومة المدنية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .