غزة بين المجاعة والتهدئة: إسرائيل تصعّد والكارثة تقترب
كتبت: جهاد علي
في ظل أوضاع إنسانية متدهورة غير مسبوقة، ومع اقتراب مؤشرات هدنة وشيكة، تصعد إسرائيل من سياساتها بشأن المساعدات الإنسانية إلى غزة، متوعدة بأن الفترة المقبلة ستشهد قيودًا غير مسبوقة، وواصفةً دخول 600 شاحنة مساعدات في وقت سابق بأنه كان “خطأ فادحًا”.
هذا التصعيد الإسرائيلي يرافقه تحذير من برنامج الأغذية العالمي ومنظمات الإغاثة الدولية من خطر مجاعة حقيقية تهدد أكثر من مليوني إنسان يعيشون داخل القطاع المحاصر منذ أكثر من 19 شهرًا.
المساعدات الإنسانية إلى غزة
مع تزايد الحديث عن احتمالية التوصل إلى هدنة جديدة في غزة، خرجت تصريحات إسرائيلية رسمية تصف دخول 600 شاحنة مساعدات في وقت سابق بأنه كان “قرار خاطئ”. وتوعدت الحكومة بأن أي مساعدات مستقبلية ستكون محدودة للغاية، وستُوزع فقط عبر شركات ومنظمات دولية تخضع لمراقبة مشددة داخل مجمعات مغلقة.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الهدف من هذا التضييق هو منع وصول الإمدادات إلى حركة حماس، في ظل استمرار احتجاز 59 رهينة يعتقد أن معظمهم قتلوا خلال المعارك.
برنامج الأغذية العالمي
في المقابل، أكد برنامج الأغذية العالمي أن قطاع غزة يمر بأسوأ أزمة إنسانية منذ اندلاع الحرب، مشددًا على أن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة أصبح مسألة حياة أو موت.
وأوضح البرنامج أن العراقيل الإسرائيلية على المعابر تؤدي إلى بطء أو منع دخول الشحنات الغذائية، وحتى تلك التي تنجح في العبور، تواجه خطر النهب أو التلف نتيجة الفوضى والانهيار الأمني.
نهب جماعي وتصعيد غير مسبوق في شمال غزة
أفاد موظفو إغاثة وسكان محليون بوقوع عمليات نهب واسعة لمستودعات المساعدات في شمال القطاع، من قِبل جماعات مسلحة وآخرين، في مشهد وصفوه بأنه الأسوأ منذ بداية الحرب.
وأشار شهود عيان إلى أن عمليات النهب الأخيرة كانت أكثر عنفًا وأقل تنظيمًا، وتمت في مناطق حضرية، ما ينذر بانهيار المنظومة الأمنية والأخلاقية.
استخدام التجويع جريمة حرب
في تصريح خطير، حذّر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أن استخدام التجويع كوسيلة عسكرية يُعد جريمة حرب، مؤكدًا أن ما يجري في غزة يجب أن يخضع للمحاسبة الدولية.
وأضافت منظمات الإغاثة أن نحو نصف سكان القطاع باتوا مهددين بالجوع، في ظل شلل شبه كامل لمنظومة الغذاء والإمدادات الطبية.
إسرائيل تُصر على الحصار: المساعدات تحت الشروط أو لا شيء
بررت الحكومة الإسرائيلية استمرار الحصار بأنه ضرورة أمنية للضغط على حماس، مجددة التأكيد على أن المساعدات الإنسانية إلى غزة لن تدخل إلا بشروط مشددة، ما يعمق الأزمة الإنسانية في وقت يتزايد فيه الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق تهدئة.
كارثة إنسانية تلوح بالأفق
ومع استمرار الحصار ومنع المساعدات، باتت المجاعة تطرق أبواب آلاف الأسر الفلسطينية. فيما تحذر منظمات إنسانية من أن تقييد الإغاثة يضع المدنيين على حافة الموت الجماعي.
وتشير الإحصائيات الدولية إلى أن الأطفال في غزة يعانون من سوء تغذية حاد، بينما تعاني المستشفيات من نقص فادح في الإمدادات الطبية والوقود.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.