تقارير

القصة الكاملة للجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين: كيف اخترق قلب النظام السوري؟

كتبت: رنيم شكري

إيلي كوهين، أحد أشهر الجواسيس في التاريخ الإسرائيلي، تمكن من اختراق أعلى المستويات في الحكومة السورية خلال الستينيات، وأصبح مقربًا من القيادة العسكرية والسياسية، بل وكاد أن يصبح نائبًا لرئيس سوريا قبل أن يتم كشفه وإعدامه. كيف تم تجنيده؟ وكيف وصل إلى قلب صناعة القرار في دمشق؟ وما هي التفاصيل الكاملة لقصة إعدامه المثيرة للجدل؟

 النشأة والتجنيد

1. الميلاد والنشأة

  • وُلد إيلي كوهين في الإسكندرية، مصر، عام 1924، لعائلة يهودية سورية الأصل.

  • نشأ في بيئة عربية، مما منحه إتقانًا للغة العربية بلهجاتها المختلفة، خاصة اللهجة السورية.

  • خلال فترة وجوده في مصر، انضم إلى حركة صهيونية سرية، وساعد في تهريب اليهود إلى إسرائيل بعد إنشائها عام 1948.

2. الهجرة إلى إسرائيل والتجنيد في الموساد

  • هاجر إلى إسرائيل عام 1957، وعمل في البداية في وظيفة عادية بوزارة الدفاع.

  • لفت انتباه الموساد بسبب ذكائه وإتقانه للعربية، وتم تجنيده بعد تدريبات مكثفة على التجسس والأمن المضاد.

  • خضع لتدريب خاص ليكون جاسوسًا نائمًا في سوريا، حيث تعلّم العادات السورية والتقاليد الإسلامية وحتى كيفية الصلاة.

 الاختراق المذهل للنظام السوري

3. الهوية الجديدة: كامل أمين ثابت

  • ابتكر الموساد له هوية مزيفة باسم “كامل أمين ثابت”، وهو رجل أعمال سوري ثري عائد من الأرجنتين.

  • انتقل إلى بوينس آيرس لبناء سيرة ذاتية مقنعة، حيث تعرف على شخصيات سورية مهمة، بما في ذلك دبلوماسيون وعسكريون.

4. الانتقال إلى دمشق وبداية الاختراق

  • في فبراير 1962، وصل إلى دمشق باسم “كامل ثابت”، مدعومًا بعلاقاته الواسعة من الأرجنتين.

  • بسرعة، استطاع كسب ثقة النخبة السورية بفضل كرمه وحفلاته الفاخرة التي كان يدعو إليها ضباطًا كبارًا وسياسيين.

  • تمكن من الوصول إلى معلومات سرية عن التحصينات العسكرية السورية على هضبة الجولان، والتي لعبت دورًا حاسمًا في حرب 1967.

5. وصوله إلى قمة السلطة

  • أصبح مقربًا من أمين الحافظ، الذي أصبح لاحقًا رئيس سوريا، واقترح عليه ترشيح نفسه كنائب للرئيس.

  • كان يحضر اجتماعات عسكرية وسياسية رفيعة المستوى وينقل تفاصيلها إلى إسرائيل عبر أجهزة إرسال سرية.

  • ساعد في توجيه القوات السورية إلى مواقع غير استراتيجية، مما أضعف دفاعاتها قبل حرب 1967.

 الكشف والإعدام

6. بداية الشكوك والقبض عليه

  • في يناير 1965، لاحظت الاستخبارات السورية إشارات لاسلكية غريبة تخرج من منزله.

  • بعد مراقبة دقيقة، اقتحمت الأجهزة الأمنية منزله وهو يرسل معلومات، وتم القبض عليه متلبسًا.

7. المحاكمة والإعدام

  • حُكم عليه بالإعدام بعد محاكمة قصيرة، رغم الضغوط الدولية، خاصة من إسرائيل وفرنسا، للعفو عنه.

  • في 18 مايو 1965، نُفذ حكم الإعدام شنقًا في ساحة المرجة بدمشق، وسط حضور جماهيري كبير.

  • رفضت سوريا تسليم جثته لإسرائيل، ولا تزال رفاته مدفونة في دمشق حتى اليوم.

 ما بعد الإعدام

8. تداعيات القضية

  • كشف إيلي كوهين عن ثغرات أمنية كبيرة في النظام السوري، مما أدى إلى إعدام وتغيير العديد من المسؤولين.

  • تحول إلى أيقونة في إسرائيل، حيث أطلق اسمه على شوارع ومنشآت عسكرية.

  • لا تزال عائلته تطالب باستعادة رفاته، لكن سوريا ترفض ذلك.

9. الأرشيف السوري والموساد

  • وفقًا لتقارير حديثة، حصل الموساد على الأرشيف السوري الخاص بالقضية، والذي قد يحتوي على وثائق تكشف تفاصيل جديدة عن عملياته.

  • تشير بعض التقارير إلى أن الأرشيف يتضمن أسماء مسؤولين سوريين تعاونوا معه دون علمهم.

 إرث الجاسوس الذي هزّ الشرق الأوسط

إيلي كوهين لم يكن مجرد جاسوس عادي، بل كان أحد أنجح العملاء في تاريخ الموساد، حيث اخترق أعلى المستويات في دولة عربية معادية. قصته لا تزال تدرس في أكاديميات التجسس حول العالم، وتظل موضوعًا ساخنًا في الصراع العربي-الإسرائيلي.

لتفاصيل أكثر عن عمليات إيلي كوهين السرية وتأثيرها على الصراع العربي الإسرائيلي يُتبع في الجزء الثاني.
 
 
 
 

 
 
 

 

زر الذهاب إلى الأعلى