قضايا ومتابعات

وقف إطلاق النار بين واشنطن والحوثيين: قناة السويس تتنفس من جديد

كتبت: رنيم شكري

 هل سيعود الممر الملاحي الأهم في العالم إلى حيويته السابقة ما قبل صراع واشنطن والحوثيين؟

بعد أشهر من التوترات الأمنية في البحر الأحمر نتيجة هجمات الحوثيين على السفن التجارية، جاء إعلان وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي ليبعث الآمال بعودة الاستقرار إلى واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم: قناة السويس. فهل يكفي هذا الاتفاق لإنعاش حركة القناة من جديد؟

قناة السويس في قلب العاصفة: خسائر فادحة وتراجع لافت

منذ اندلاع الهجمات، شهدت قناة السويس انخفاضًا كبيرًا في أعداد السفن المارة والعائدات اليومية. بيانات هيئة قناة السويس أشارت إلى تراجع بنحو 40% في حركة الملاحة خلال ذروة الأزمة، مع تحول العديد من الخطوط الملاحية نحو رأس الرجاء الصالح رغم التكلفة الزمنية والمادية المرتفعة.

تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار: ماذا تغير على الأرض؟

الاتفاق بين واشنطن والحوثيين يشمل وقفًا للهجمات على السفن، وفتح ممرات آمنة في البحر الأحمر، مع وعود بإعادة تقييم الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. هذا التحول يعزز مناخ الاستقرار ويشجع السفن التجارية على العودة للمسارات المعتادة، خاصة عبر قناة السويس.

ردود أفعال الأسواق والشركات الملاحية

عقب الإعلان، قفزت أسعار أسهم شركات الملاحة بنسبة تتراوح بين 8% و15%، فيما أعلنت شركات كبرى مثل ‘ميرسك’ و’سي إم إيه سي جي إم’ عن خطط لإعادة جدولة مساراتها عبر القناة. هذه المؤشرات توحي بتعافٍ محتمل في حركة التجارة العالمية عبر القناة.

كم ستستغرق القناة للتعافي الكامل؟ سيناريوهات متوقعة

الخبراء يقدّرون فترة التعافي بين 3 إلى 6 أشهر، حسب تطورات الالتزام بالاتفاق على الأرض، ومدى جاهزية السفن والشركات لتغيير مساراتها مرة أخرى. وهناك توقعات بأن تشهد القناة انتعاشًا تدريجيًا بدءًا من الربع الثالث من العام الجاري.

تحليل الأثر الاقتصادي على مصر

تراجعت إيرادات القناة الشهرية من 835 مليون دولار إلى 428 مليون دولار خلال الأزمة. ويمثل ذلك خسارة كبيرة للعملة الصعبة. لكن الانتعاش المحتمل قد يضخ مليارات إضافية في الاقتصاد المصري، ويعيد بعض التوازن لعجز الميزان التجاري.

دور قناة السويس في سلاسل الإمداد العالمية

قناة السويس تمثل أكثر من 12% من التجارة العالمية و20% من الحاويات المنقولة بحرًا. تعطل القناة أثّر بشدة على سلاسل الإمداد، وأدى إلى ارتفاع أسعار السلع. عودتها للعمل بكامل طاقتها أمر حيوي لاستقرار التجارة العالمية.

أمن الممرات أهم من السرعة

أبرز ما كشفته الأزمة هو هشاشة الملاحة العالمية أمام التهديدات الأمنية. الشركات باتت تفضل المسارات الآمنة حتى إن كانت أطول. وهذا يدفع مصر لتكثيف جهودها في تأمين القناة عبر التكنولوجيا والتعاون الدولي.

فرص استثمارية جديدة بعد التعافي

عودة النشاط الملاحي ستشجع على الاستثمار في الخدمات اللوجستية، وتطوير الموانئ المحيطة بالقناة، وزيادة الطلب على المناطق الاقتصادية الخاصة. كما سيعيد الثقة للمستثمرين الأجانب.

هل تنجح مصر في استعادة ثقة العالم بقناة السويس؟

إجابة هذا السؤال تتوقف على أمرين: استمرار وقف إطلاق النار، ومدى نجاح القاهرة في ضمان الأمن الملاحي. إذا تحقق ذلك، فستعود قناة السويس أقوى من السابق، كرمز استراتيجي لا غنى عنه في التجارة العالمية.

 قناة السويس في طريق العودة.. ولكن بشروط

وقف إطلاق النار هو بداية الحل، وليس نهايته. على مصر التحرك سريعًا لإعادة القناة إلى مكانتها العالمية، من خلال الأمان، والاستثمار، والدبلوماسية. وإذا تم الأمر كما هو مخطط، فإن انتعاش قناة السويس خلال الشهور المقبلة ليس حلمًا بل احتمال واقعي.

زر الذهاب إلى الأعلى