إنهم يأكلون الأعشاب والسلاحف .. مع نفاد الغذاء كيف يتعايش أهالي غزة مع الحصار الخانق؟

كتبت: رنيم شكري
منذ أن منعت إسرائيل دخول جميع المواد الغذائية والوقود والإمدادات إلى قطاع غزة، وخرقت وقف إطلاق النار قصير الأمد مع حركة حماس في مارس الماضي، تفاقمت المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.2 مليون نسمة، ومع تمديد إسرائيل حصارها الشامل للشهر الثالث، تُضعف أيضًا قدرة غزة على إطعام نفسها، مما يزيد من آثار حصارها كارثية.
ولم يقتصر الأمر على الأراضي التي اكتسحها الاحتلال، بل قتلت القوات الإسرائيلية عشرات الصيادين الذين غامروا بالنزول إلى البحر، واستهدفت المزارعين في أنحاء غزة أثناء فلاحة أراضيهم.
وفي الأسبوع الأول من مايو وحده، أفادت التقارير بمقتل خمسة مزارعين، بينما قُتل صياد واحد وجُرح خمسة آخرون قبالة سواحل غزة، وفقًا للأمم المتحدة.
كما دُمر ميناء غزة، واختفى أكثر من ألف قارب، وتعجّ المياه الضحلة بمياه الصرف الصحي ونفايات المستشفيات المكتظة.
وحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، كان انعدام الغذاء في غزة، وعدم القدرة على التوغل في البحر أكثر من 100 متر، دافعًا لبعض الصيادين للتغذي على السلاحف التي تقترب من الشاطئ.
وينقل التقرير عن صياد من غزة فعل كل شيء من أجل إطعام أطفاله، حيث ذبح حصانًا، واصطاد أرانب برية، وسلق أعشابًا؛ وقال: “إن الصيد ممنوعٌ منعًا باتًا، لكننا نُجبر على النزول إلى البحر، رغم احتمال موتنا، لأننا لا نجد ما نأكله”.
حسب مؤسسة خيرية دولية أفادت أن الغذاء أصبح نادرا للغاية في غزة لدرجة أن الناس يلجأون إلى أكل العشب.
وفي بيان لها، قالت منظمة “أكشن إيد”: إن “كل شخص في غزة يعاني الآن من الجوع، ولا يحصل الناس إلا على 1.5 إلى 2 لتر من المياه غير الصالحة للشرب يوميا لتلبية جميع احتياجاتهم”، محذرة من أن تكثيف الهجمات في رفح سيكون له “عواقب وخيمة”.
وقالت ريهام الجعفري، منسقة المناصرة والاتصالات في منظمة “أكشن إيد”، إن المؤسسة الخيرية “تشعر بقلق عميق” إزاء التقارير التي تتحدث عن غزو بري محتمل في رفح وزيادة الغارات الجوية على المنطقة.
وأضافت: “دعونا نكون واضحين تماما: أي تكثيف للأعمال العدائية في رفح، حيث يعيش أكثر من 1.4 مليون شخص، سيكون كارثيا تماما”، حسبما نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وتساءلت الجعفري “إذا كان المكان الأخير الذي يُفترض أنه آمن في القطاع قد تعرض للهجوم… إلى أين من المفترض أن يذهب سكان غزة المنهكون والجائعون؟”.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .