مباشر

خطة إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة: تصعيد عسكري مفتوح وسط أزمة إنسانية خانقة

كتبت: جهاد علي

أقر مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو خطة عسكرية جديدة وصفت بأنها الأخطر منذ بداية الحرب على غزة، تقضي بـ”السيطرة الكاملة على قطاع غزة”، وإبقاء القوات الإسرائيلية فيه إلى أجل غير مسمى، ما يمثل تصعيدًا جديدًا في الصراع الذي تجاوز الشهر السابع.

جاءت هذه الموافقة خلال جلسة تصويت عقدت في الساعات الأولى من صباح الإثنين، وأكدها مسؤولان إسرائيليان لوكالة “أسوشيتد برس”، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية بوتيرة متسارعة، وتتصاعد المخاوف من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المكتظ بالسكان.

تهجير قسري مرتقب وتصعيد ميداني

من المتوقع أن يؤدي تنفيذ “خطة إسرائيل للسيطرة على غزة” إلى دفع مئات الآلاف من الفلسطينيين جنوبًا، وسط تحذيرات من تفاقم الأزمة الإنسانية، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وتعطل أغلب المستشفيات والبنية التحتية.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش يستعد لتوسيع عملياته باتجاه مناطق جديدة داخل القطاع، مع التركيز على استهداف البنية التحتية التابعة لحركة حماس فوق الأرض وتحتها.

استدعاء واسع لقوات الاحتياط

قال رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية، إيال زمير، في تصريح رسمي الأحد، إن الجيش بصدد إرسال “عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء لقوات الاحتياط لتكثيف وتوسيع العمليات العسكرية في غزة”، مشيرًا إلى أن “الضغط سيتزايد على حماس بهدف استعادة الرهائن وتحقيق النصر العسكري”.

وأضاف زمير: “قواتنا ستعمل في مناطق إضافية داخل القطاع، وسندمر كامل البنية التحتية لحماس فوق الأرض وتحتها”.

خطة عسكرية وسط ضغوط سياسية داخلية

في رسالة مصورة نشرها نتنياهو على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، قال إنه بصدد عقد اجتماع أمني لمناقشة ما وصفه بـ”المرحلة التالية” من الحرب الرسالة جاءت بعد سقوط صاروخ أطلقته ميليشيا الحوثي من اليمن قرب مطار بن غوريون، في تصعيد إقليمي مقلق.

وقالت صحيفة “واي نت” الإسرائيلية إن نتنياهو أمر بنشر عشرات الآلاف من جنود الاحتياط على الحدود مع لبنان وفي الضفة الغربية المحتلة، لإفساح المجال أمام القوات النظامية لقيادة الهجوم الجديد داخل غزة.

أزمة الرهائن.. غضب عائلي وتحذيرات من التضحية

من ناحية أخرى، تعيش عائلات الرهائن الإسرائيليين حالة من التوتر والغضب، إذ رأت في خطة الحكومة الجديدة “تضحية بأبنائها”.

وفي بيان لمنتدى عائلات الرهائن والمفقودين، جاء أن “الغالبية الساحقة من الشعب متحدة حول قناعة أن النصر الإسرائيلي لا يمكن أن يتحقق دون عودة الرهائن. إن فقدانهم يعني الهزيمة”.

وأضاف البيان: “الأمن القومي والاستقرار الاجتماعي يعتمدان على عودة كل الرهائن، حتى آخر واحد منهم”، مشيرًا إلى أن الخطة التي أقرّها مجلس الوزراء تستحق أن تُسمى “خطة سموتريتش-نتنياهو” في إشارة إلى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، معتبرين أنها تضحية متعمدة بالرهائن.

التصعيد العسكري مؤجل إلى ما بعد زيارة ترامب

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الخطة الميدانية الإسرائيلية الموسعة ستدخل حيز التنفيذ بعد زيارة مرتقبة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى المنطقة، حيث سيجري مباحثات في السعودية وقطر والإمارات منتصف مايو، دون أن تشمل إسرائيل.

ورغم تأجيل الزيارة، إلا أن المصادر أكدت أن الجيش أكمل استعداداته لتنفيذ الهجوم بمجرد انتهاء جولة ترامب الدبلوماسية.

حماس: إسرائيل تخلّت عن اتفاق السلام المرحلي

في المقابل، اتهمت حركة حماس الحكومة الإسرائيلية بالتخلي عن الاتفاق المرحلي الذي كان قد جرى التوصل إليه سابقًا، والذي انتهت صلاحيته مطلع مارس بعد انهيار المفاوضات.

وقد استأنفت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة في 18 مارس، ما أدى إلى تكثيف الحملة العسكرية، وتوسيع مناطق الحظر، مما أجبر سكان القطاع على التكدس في مناطق ضيقة وسط وشمال القطاع، مع شبه انعدام في المساعدات.

خسائر فادحة ومشاهد دمار واسع

منذ بداية الحرب، قُتل أكثر من 51,000 فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس، فيما تشير الأرقام الإسرائيلية إلى مقتل نحو 1,200 شخص في هجوم 7 أكتوبر، معظمهم من المدنيين.

وتمكنت إسرائيل من تحرير 192 رهينة منذ نوفمبر 2023 عبر المفاوضات أو العمليات الخاصة، فيما لا يزال 59 رهينة محتجزين، يُعتقد أن 24 منهم فقط على قيد الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى