توازن الرعب.. هل يمكن أن تندلع حرب نووية بين الهند وباكستان؟

يشكل الصراع بين الهند وباكستان أحد أخطر النزاعات في العالم، ليس فقط لتاريخه الطويل والدموي منذ انفصال الدولتين عام 1947، بل لأن الطرفين يمتلكان أسلحة نووية في ظل علاقات شديدة التوتر.
وبالرغم أن “توازن الرعب” القائم على الردع النووي حال دون اندلاع حرب شاملة منذ آخر مواجهة كبرى في كارجيل عام 1999، إلا أن التوترات الحدودية، والعمليات العسكرية المحدودة، وتبدّل العقائد الدفاعية تثير تساؤلات جدية: هل بات شبح الحرب النووية بين البلدين أكثر واقعية من أي وقت مضى؟
الترسانة النووية: توازن غير متماثل
-
الهند تمتلك ما يقدر بنحو 160 رأسًا نوويًا وفق تقارير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، وتتبنى عقيدة “الضربة الثانية” التي تعني الرد فقط إذا تعرضت لهجوم نووي.
-
باكستان، من جهتها، تمتلك ترسانة مشابهة في العدد، لكنها تعلن بوضوح أنها قد تستخدم السلاح النووي تكتيكيًا حتى ضد هجوم تقليدي كبير.
رغم التساوي العددي الظاهري، فإن باكستان تميل إلى التركيز على الأسلحة النووية التكتيكية قصيرة المدى لمواجهة التفوق التقليدي الهندي، مما يزيد من مخاطر الاستخدام المبكر في حال اندلاع صراع تقليدي واسع.
السيناريوهات المحتملة للحرب النووية
-
هجوم إرهابي كبير على الهند قد تتهم نيودلهي باكستان برعايته، كما حدث في هجوم مومباي 2008، مما قد يدفعها إلى توجيه ضربة عسكرية محدودة.
-
رد باكستاني مبالغ فيه باستخدام سلاح نووي تكتيكي ضد قوات هندية متوغلة في كشمير أو البنجاب.
-
تصعيد متبادل يمكن أن يتحول إلى سلسلة ضربات نووية متبادلة تشمل مدنًا مكتظة بالسكان، ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية إقليمية، وربما عالمية.
توازن الرعب: ما الذي يمنع الحرب؟
-
الردع النووي المتبادل يلعب دورًا محوريًا في كبح جماح القادة السياسيين والعسكريين.
-
الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة والصين وروسيا، التي تربطها مصالح اقتصادية وأمنية بالدولتين.
-
الوعي الداخلي بالمخاطر، حيث تظهر استطلاعات رأي في كلا البلدين إدراكًا عامًا لهول الحرب النووية، حتى وسط التوترات القومية.
لكن، يبقى هذا التوازن هشًا، وقد ينهار في ظل حكومة متطرفة أو أزمة مفاجئة تتصاعد بسرعة خارج السيطرة.
التحذيرات الدولية والدعوات للتهدئة
دعا الأمين العام للأمم المتحدة ومراكز أبحاث استراتيجية دولية كلا البلدين مرارًا إلى:
-
تعزيز قنوات الاتصال العسكري لتفادي سوء التقدير.
-
الالتزام بمعاهدات حظر التجارب النووية.
-
الدخول في مفاوضات حول نزع السلاح النووي أو على الأقل الحد من استخدامه التكتيكي.
ورغم ذلك، فإن غياب معاهدة ثنائية ملزمة بين البلدين يزيد من هشاشة الوضع.
مصير المنطقة بين يدي الزعيمين
بينما يعيش أكثر من مليار ونصف المليار إنسان في الهند وباكستان تحت ظل السلاح النووي، تبقى الكرة في ملعب الزعامات السياسية، التي إن أخطأت التقدير، قد تشعل حربًا هي الأشد في التاريخ الحديث.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .