ثورة اليورانيوم في مصر.. كنوز الخام من التنقيب إلى بداية الاستخراج والتشغيل

كتبت: جهاد علي
تتحرك الحكومة المصرية بخطى متسارعة نحو استغلال احتياطيات البلاد من خام اليورانيوم، في خطوة وصفها خبراء بالطموحة لتعزيز أمن الطاقة ودعم برنامج الضبعة النووي، فضلا عن تصدير الفائض وسط حديث رسمي عن منشآت وتعاقدات جديدة لاستخراج “الكنز الأصفر” من مناطق غنية لم تكن ضمن خريطة الإنتاج سابقًا.
منشآت جديدة لاستخراج اليورانيوم
كشفت مصادر بهيئة المواد النووية عن استعداد مصر لإطلاق أولى المنشآت التجريبية لإنتاج اليورانيوم خلال الشهور المقبلة، في منطقتي “أبو رشيد” و”السيلة” بالصحراء الشرقية. وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من الأبحاث الجيولوجية والتنقيب، بهدف الدخول إلى مرحلة الإنتاج الفعلي للمادة الخام المستخدمة في وقود المفاعلات النووية.
وأكدت المصادر أن الهيئة تعكف حاليًا على تطوير وحدات استخلاص وتكرير داخل هذه المناطق، بالتعاون مع خبراء محليين ودوليين، لبدء التشغيل التجريبي خلال عام 2025.
خريطة ثرية باليورانيوم
تنتشر خامات اليورانيوم في عدد من المناطق داخل الأراضي المصرية، أبرزها:
-
سيناء (أم بجمة، علوجة، أبو ثور)
-
الصحراء الشرقية (أبو رشيد، السيلة)
-
الصحراء الغربية (الواحات البحرية، جبل الهفهوف)
وتُقدر الاحتياطيات المؤكدة من اليورانيوم في هذه المناطق بعشرات الآلاف من الأطنان، مع مستويات تركيز تتراوح بين 69 و1354 جزءًا في المليون، وفقًا لبيانات هيئة المواد النووية.
تعاقدات واستثمارات واعدة
خلال السنوات الثلاث الماضية، تم توقيع عدد من مذكرات التفاهم والتعاقدات الأولية مع شركات متخصصة في التعدين واستخلاص المعادن المشعة، أغلبها بشراكة مع كيانات من أوروبا وآسيا. وتهدف التعاقدات إلى تطوير البنية التحتية للمناجم، وبناء وحدات تركيز واستخلاص بقدرات إنتاجية متدرجة.
وتشير تقارير رسمية إلى أن مصر أنفقت نحو 186 ألف دولار على الاستكشاف والتطوير في عام 2020، ارتفعت إلى 192 ألف دولار في 2021، قبل أن تنخفض لاحقًا نتيجة الأوضاع الاقتصادية العالمية، في ظل توقعات بزيادة مخصصات 2025.
دعم لمفاعل الضبعة
من المقرر أن يُستخدم خام اليورانيوم المصري في دعم تشغيل محطة “الضبعة” النووية لتوليد الكهرباء، والتي تُنفذ بالتعاون مع الجانب الروسي، ما يخفف من الاعتماد على الوقود النووي المستورد ويعزز من أمن الطاقة القومي.
ويؤكد خبراء أن استغلال اليورانيوم محليًا سيقلل تكلفة التشغيل على المدى الطويل، كما يفتح الباب أمام مصر للانخراط في سوق الوقود النووي كمورد محتمل مستقبلاً.
جدوى اقتصادية وأهمية استراتيجية
يُعد اليورانيوم أحد المعادن ذات الأهمية الاستراتيجية عالميًا، إذ يدخل في إنتاج الطاقة النووية، ويُستخدم في التطبيقات الطبية والصناعية والعسكرية. ومع ارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، يُنظر إلى احتياطي مصر من اليورانيوم كفرصة اقتصادية واعدة.
وبحسب تقديرات أولية، فإن تكلفة الاستخراج تتراوح بين 130 و260 دولارًا للكيلوغرام، وهو ما يجعل جدوى الاستثمار ممكنة في ظل الطلب العالمي المتزايد على الوقود النووي.
تعاون دولي وتكنولوجيا وطنية
تحظى مصر بدعم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لتطوير تقنيات استكشاف ومعالجة اليورانيوم، خاصة من المصادر غير التقليدية مثل الفوسفات والرمال السوداء، ما يعزز من فرص تنويع مصادر الخام.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.