مشروعا “رووتس” و”سكاي للموانئ” في شرق بورسعيد: ركيزة جديدة للأمن الغذائي واللوجستي في مصر

3 دقائق

كتبت: فاطمة إسماعيل

في إطار توجهات الدولة المصرية نحو التحول إلى مركز عالمي في سلاسل الإمداد والتجارة الدولية، شهدت منطقة شرق بورسعيد إطلاق مشروعين استراتيجيين يُتوقع أن يكون لهما تأثير بالغ في دعم الأمن الغذائي وتعزيز البنية التحتية اللوجستية. هذان المشروعان هما: “رووتس لتداول الحبوب والصناعات الغذائية”، و**”سكاي للاستثمار وتطوير الموانئ”**.

يهدف المشروعان إلى تحويل المنطقة إلى نقطة محورية لتخزين الحبوب والغلال وتوزيعها إقليميًا ودوليًا، بالإضافة إلى توفير فرص عمل وتعزيز الاستثمارات المحلية والأجنبية.

أولاً: مشروع “رووتس” لتداول الحبوب والصناعات الغذائية

1. نظرة عامة

يُعد “رووتس” مشروعًا مشتركًا بين القطاع الخاص والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يهدف إلى إقامة منطقة لوجستية متكاملة لتداول وتخزين الحبوب والصناعات الغذائية على مساحة 267 ألف متر مربع.

2. المكونات الأساسية

صوامع حبوب وغلال بسعة تصل إلى 300 ألف طن في المرحلة الأولى.
محطات تداول وتفريغ الحبوب داخل الميناء.
منطقة صناعات غذائية تشمل مطاحن ومصانع تعبئة وتغليف.
مركز تحكم رقمي لإدارة حركة التخزين والتوزيع بكفاءة.

3. الأهداف الاستراتيجية

دعم الأمن الغذائي القومي من خلال توفير مخزون استراتيجي للحبوب.
تقليل الاعتماد على الموانئ الخارجية.
تقليل تكلفة النقل الداخلي بفضل القرب من محور قناة السويس.

4. الأثر الاقتصادي

توفير ما يزيد عن 2000 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
جذب استثمارات تُقدر بـ 3 مليارات جنيه في المرحلة الأولى.
المساهمة في خفض فاتورة الاستيراد من خلال إعادة التصدير.

ثانيًا: مشروع “سكاي للاستثمار وتطوير الموانئ”

1. نبذة عن المشروع

تقوم شركة “سكاي” بإنشاء محطة متعددة الأغراض على مساحة 160 ألف متر مربع في شرق بورسعيد، تعمل كمحور لوجستي لتداول البضائع العامة والحاويات، مع التركيز على التكامل مع مشروع “رووتس”.

2. مكونات المشروع

أرصفة بحرية بطول يزيد عن 900 متر.
ساحات تخزين بمساحة ضخمة تدعم عمليات الشحن والتفريغ.
معدات تداول حديثة تشمل أوناش رصيف ورافعات شوكية.
بنية رقمية ذكية لإدارة حركة البضائع.

3. التكامل مع “رووتس”

يُعد المشروع داعمًا ومكملاً لرووتس، إذ يوفر البنية التحتية اللازمة لتداول الحبوب وتسهيل إعادة توزيعها.

4. استهداف الأسواق الإقليمية

التركيز على أسواق شرق إفريقيا ودول الخليج كمنافذ لتصدير المنتجات المخزنة والمصنعة.
تقليل مدة تفريغ السفن وزيادة كفاءة الحركة اللوجستية.

ثالثًا: الأهمية الاستراتيجية لمنطقة شرق بورسعيد

1. الموقع الجغرافي

تقع شرق بورسعيد عند المدخل الشمالي لقناة السويس، ما يجعلها موقعًا مثاليًا لعبور وتوزيع السلع عالميًا.

2. البنية التحتية الداعمة

شبكة طرق وسكك حديدية متصلة بالميناء.
وجود أنفاق قناة السويس لربط سيناء بباقي أنحاء الجمهورية.
قرب المنطقة من محور التنمية في سيناء.

رابعًا: أبعاد المشروعين في دعم استراتيجية مصر 2030

1. تحقيق الأمن الغذائي

إقامة مخازن وصوامع للحبوب يعزز القدرة على مواجهة الأزمات العالمية.
تنمية الصناعات الغذائية يزيد من قيمة المنتجات المصرية.

2. تحفيز النمو الصناعي

دعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بالغذاء.
إقامة مناطق تصنيع متكاملة بجوار المخازن اللوجستية.

3. دعم الصادرات

تقليل تكلفة الخدمات اللوجستية يزيد القدرة التنافسية للمنتج المصري.
فتح أسواق جديدة في إفريقيا والشرق الأوسط.

خامسًا: الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص

1. نموذج PPP الناجح

المشروع يعكس سياسة الدولة في تشجيع الشراكة مع القطاع الخاص من خلال:

توفير أراضٍ وتجهيزات أساسية.
تسهيل إصدار التراخيص والتمويل.
مراقبة الجودة وحماية الأمن الغذائي.

2. الجهات المنفذة

الهيئة الاقتصادية لقناة السويس.
شركة “رووتس” التابعة لتحالف مصري-عربي.
شركة “سكاي” باستثمارات متنوعة وخبرات دولية.

سادسًا: التحديات والفرص

التحديات

تقلبات السوق العالمي في أسعار الحبوب.
الحاجة إلى بنية لوجستية متكاملة خارج حدود المشروعين.
التنافس الإقليمي في مجال الموانئ.

الفرص

استغلال الموقع الاستراتيجي في الترانزيت والتخزين.
دمج التكنولوجيا والتحول الرقمي في منظومة النقل.
توسيع الشراكات مع القطاع الخاص العربي والأجنبي.

سابعًا: التوقعات المستقبلية

استكمال المرحلة الثانية من المشروعين بحلول 2026.
زيادة الطاقة التخزينية إلى 500 ألف طن.
إقامة مراكز تدريب لوجستية متخصصة.
دمج المشاريع في منصة تجارة إلكترونية لربط المنتجين بالموزعين إقليميًا.

مشروعا “رووتس” و”سكاي للموانئ” يشكلان طفرة في مجال الأمن الغذائي والخدمات اللوجستية في مصر، ويعكسان رؤية استراتيجية لبناء منظومة متكاملة تواكب التغيرات العالمية وتدعم مكانة مصر كمركز إقليمي للتجارة والصناعة. من خلال دمج البنية التحتية المتطورة مع الإدارة الذكية والتكامل الصناعي، فإن هذه المشروعات تمثل نموذجًا يُحتذى به في الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، وخطوة متقدمة نحو تحقيق رؤية مصر 2030.