تقارير

بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية.. عمالقة الصناعة في الصين يخططون للاستثمار لمصر

كتبت: رنيم شكري

بعد التحديات التي فرضتها الرسوم الجمركية الأمريكية العالية التي أقرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الواردات الصينية والتي بلغت 145% . تتجه مصر لتصبح واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية للشركات الصينية.

وهذه الرسوم التي وصل معدلها الفعلي إلى حوالي 156%، دفعت العديد من الشركات الصينية، مثل مجموعة بيفا لتصنيع الأقلام والأدوات المكتبية في مقاطعة تشجيانغ، إلى البحث عن حلول مبتكرة للحفاظ على حصتها في السوق الأمريكية، التي تمثل 40% من مبيعاتها السنوية بقيمة 60 مليون دولار كما أنها تُحصّل 40% من مبيعاتها من الولايات المتحدة وحدها.

وحذا حذو مجموعة بيفا العديد المصدرين الصينيين الذين يعملون بجدية على تنويع حضورهم بأسواق أكثر كالسوق المصرية. وفي هذا السياق، برزت مصر كوجهة مثالية لإنشاء قواعد تصنيع جديدة، ليس فقط لتجنب الرسوم الجمركية، بل أيضًا لتعزيز التواجد الصناعي الصيني في الأسواق الإقليمية والعالمية.

اختيار مصر كمحطة استثمارية للشركات الصينية لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل جاء نتيجة لما تتمتع به البلاد من مزايا تنافسية قوية تجعلها وجهة مثالية للاستثمار، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية.

فمن أبرز هذه المزايا، الموقع الجغرافي الاستراتيجي لمصر الذي يجعلها بوابة ذهبية للأسواق الأوروبية والأفريقية على حد سواء، ما يمنح الشركات مثل “بيفا” الصينية فرصة ثمينة لاكتشاف أسواق تصدير جديدة وتوسيع نطاق أعمالها الدولية.

إضافة إلى ذلك، تستفيد مصر من رسوم جمركية أمريكية منخفضة نسبيًا، لا تتجاوز 10%، وذلك بسبب العجز التجاري بينها وبين الولايات المتحدة. هذه الميزة تجعل المنتجات المُصنّعة في مصر أقل عرضة لأي زيادات جمركية مستقبلية.

وفي هذا السياق، أشار تشيو بو جينغ، نائب رئيس شركة بيفا، إلى أن تأسيس مصنع في مصر لا يستهدف فقط اختراق السوق الأمريكية عبر مسارات تجارية بديلة، بل يسهم أيضًا في تعزيز قدرة الشركة على توسيع صادراتها إلى أوروبا وأفريقيا، مما يدعم استدامتها ونموها على المدى الطويل.

يُعد قرار شركة بيفا الصينية بتحويل صناعتها إلى السوق المصري خطوة استراتيجية لا تعود بالنفع على الشركة وحدها، بل تفتح أيضًا آفاقًا واسعة للاقتصاد المصري. فمن المتوقع أن يسهم دخول بيفا في تنشيط قطاع الصناعة المحلي عبر ضخ استثمارات جديدة وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب المصري، ما يدعم جهود الدولة في تقليل معدلات البطالة وتعزيز التمكين الاقتصادي.

إلى جانب ذلك، سيؤدي توطين التصنيع إلى نقل التكنولوجيا الصينية المتطورة إلى السوق المصري، ما يُعزز من تنافسية المنتجات المحلية، ويرفع كفاءة الكوادر الفنية والهندسية. كما أن فتح قنوات تصدير من مصر إلى الأسواق الأفريقية والأوروبية والأمريكية عبر منتجات بيفا، يضع مصر في موقع محوري كمركز صناعي ولوجستي في المنطقة.

وتتماشى هذه الخطوة مع رؤية الدولة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتعزيز دور مصر كمركز إقليمي للتصنيع والتصدير.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى