تقارير

أسعار الغذاء تقفز عالميًا.. كيف أشعلت حرب ترامب التجارية شرارة الأزمة؟

كتبت: جهاد علي

في خضم التوترات التجارية المتصاعدة، تتجه الأنظار مجددًا إلى تداعيات الحرب الجمركية التي أطلق شرارتها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي تعود اليوم لتلقي بظلال ثقيلة على الاقتصاد العالمي، وتحديدًا على أسعار الغذاء التي بلغت أعلى مستوياتها منذ عامين، بحسب بيانات أممية وتقارير اقتصادية حديثة.

تتمثل جذور الأزمة في السياسات الحمائية التي تبناها ترامب أثناء ولايته، وعلى رأسها فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الصين وعدة دول أخرى، ورد هذه الدول بإجراءات مماثلة. هذه السياسات لا تزال تؤثر على حركة التجارة العالمية، خصوصًا مع تعثر سلاسل التوريد، وارتفاع تكاليف النقل، وزيادة أسعار المواد الخام الزراعية.

ارتفاع الأسعار.. الغذاء في قلب العاصفة

وفقًا لمؤشر منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، فقد شهدت أسعار المواد الغذائية الأساسية كالقمح، الذرة، فول الصويا، وزيت الطعام، زيادات حادة، مدفوعة بعدة عوامل متشابكة، أبرزها:

  • الرسوم الجمركية المتبادلة: أدت إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد والتصدير، ما انعكس مباشرة على أسعار الغذاء التي يدفعها المستهلكون حول العالم.

  • تعطّل سلاسل التوريد: الإجراءات التجارية الصارمة زادت من صعوبة نقل البضائع بين الدول، ما خلق فجوات في المعروض الغذائي.

  • تزايد المضاربات في الأسواق العالمية: الاضطرابات التجارية خلقت مناخًا من عدم اليقين، ما شجّع المستثمرين على المضاربة في السلع الزراعية، ودفع الأسعار إلى مزيد من الارتفاع.

من يدفع الثمن؟

البلدان النامية والفقيرة هي الأكثر تضررًا من هذه الموجة، حيث تعتمد بشكل كبير على استيراد الغذاء من الأسواق العالمية. وارتفاع الأسعار يعني ببساطة تراجع الأمن الغذائي وازدياد معدلات الجوع وسوء التغذية.

حتى الدول الصناعية لم تُستثن من التأثيرات، إذ تعاني الأسر من ارتفاع فواتير الغذاء، مما يفاقم الضغوط المعيشية، خاصة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع التضخم العالمي.

هل من نهاية قريبة؟

رغم أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن حاولت تخفيف حدة التوترات، فإن إرث الحرب التجارية لا يزال قائمًا، وسط دعوات من منظمات دولية لإعادة النظر في السياسات التجارية العالمية، والابتعاد عن النزعات الحمائية التي تضع الغذاء العالمي على فوهة بركان.


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?