تقارير

الضربة الحوثية تقلب الطاولة على حكومة نتنياهو.. ومصير مجهول للمفاوضات الأمريكية الإيرانية

القاهرة: العاصمة والناس    

دوت صفارات الإنذار، في عدد من المناطق داخل الاحتلال الإسرائيلي، عقب إطلاق صاروخ من الأراضي اليمنية.

وأعلن جيش الاحتلال في بيان رسمي، أنه رصد صاروخًا أطلق من جهة اليمن باتجاه الأراضي المحتلة، مؤكدًا أن أنظمة الدفاع تعمل على اعتراض التهديد، مع دعوة السكان إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية.

وأوضح جيش الاحتلال أنه “في أعقاب الإنذارات، تم رصد عملية إطلاق صاروخ من اليمن، وقد جرت محاولات لاعتراضه ويجري حاليًا فحص نتائج تلك المحاولات”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي إنه “لم ترد حتى الآن أي تقارير عن وقوع إصابات”، مشيرًا إلى أن الفرق الطبية توجهت إلى الموقع الذي سُجلت فيه بلاغات عن سقوط شظايا، بحسب ما نقلته وسائل إعلام عبرية.

وفي أعقاب الحادث، أغلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مطار بن جوريون أمام حركة الإقلاع والهبوط، كإجراء احترازي.

لحظة فاصلة في الصراع الإقليمي

وقال الدكتور عمرو حسين، الباحث في العلاقات الدولية، إن سقوط صاروخ يمني على تل أبيب يشكل لحظة فاصلة في الصراع الإقليمي، ليس فقط من حيث الأثر العسكري، بل الأهم من حيث الرمزية السياسية والاستراتيجية، مضيفًا أن هذه الضربة تمثل للمرة الأولى انتقالًا نوعيًا في قدرة أطراف غير تقليدية على ضرب العمق الإسرائيلي، وهو ما يحمل دلالات خطيرة على مستوى الردع والمعادلات الأمنية في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن هذا الحادث من شأنه أن يضع اليمين الإسرائيلي، الذي يرفع شعار الحسم والقوة، في مأزق حقيقي أمام جمهوره، فالفشل في منع وصول الصاروخ إلى قلب إسرائيل، رغم تفوقها التكنولوجي ومنظوماتها الدفاعية، سيؤدي إلى اهتزاز الثقة في قدرات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وربما إلى تآكل شرعيتها السياسية في الداخل، ومن المرجح أن تستغل المعارضة الإسرائيلية هذا الحدث لتوجيه انتقادات حادة للقيادة الحالية، مما قد يعجّل بإعادة خلط الأوراق على الساحة السياسية.

وأضاف «حسين» على الصعيد الدولي، فإن لهذا التطور تأثيرًا مباشرًا على مسار المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران. فالتوقيت، والمكان، وطبيعة الهجوم، ستدفع واشنطن إلى إعادة تقييم موقفها من طهران، خصوصًا إذا ما تم الربط – ولو ضمنيًا – بين الدعم الإيراني للحوثيين والضربة الأخيرة، فإن الإدارة الأمريكية ستكون أمام خيار صعب: إما التصعيد السياسي وربما العسكري للرد على ما قد يُعتبر تهديدًا مباشرًا لتل أبيب، أو الاستمرار في مسار التفاوض مع تشديد الشروط والرقابة.

وتابع: هذا التصعيد قد يمنح أطرافًا داخل الإدارة الأمريكية، أو في الكونجرس، مبررًا للمطالبة بتجميد أو إعادة النظر في المفاوضات مع إيران، ما سيعقد فرص الوصول إلى اتفاق نووي جديد في المدى القريب.

واستطرد «حسين»: هذا الصاروخ وانفجر ميناء بندر عباس في إيران أحداث مهمة جدا قد تؤثر على مسار المفاوضات بين أمريكا وايران، مشيرًا إلى أن سقوط هذا الصاروخ ليس مجرد حادث عابر، بل هو مؤشر على بداية مرحلة جديدة من التداخل بين الملفات المحلية والإقليمية، وقد نشهد في الأسابيع المقبلة مزيدًا من التوترات التي ستؤثر على شكل التحالفات، واتجاه السياسات في كل من إسرائيل، وإيران، والولايات المتحدة.”


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?