تقارير

“عربات جدعون” جريمة حرب تُقسّم غزة إلى 3 قطاعات.. خطة إسرائيلية لتفريغ القطاع وتهجير الفلسطينيين

كتبت: فاطمة إسماعيل 

في إطار تصعيد الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة، تظهر تقارير ميدانية ومصادر حقوقية أن الاحتلال ينفذ خطة تقسيم القطاع إلى ثلاثة أجزاء منفصلة، باستخدام ما يُعرف بـ”عربات جدعون” وآليات عسكرية أخرى. هذه الخطة تأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها، وفرض واقع ديموغرافي جديد، وإجبار الفلسطينيين على النزوح القسري.

تفاصيل الخطة

1. التقسيم الجغرافي:

تقسم إسرائيل غزة إلى ثلاث مناطق رئيسية: الشمال (غزة وجباليا)، الوسط (دير البلح والنصيرات)، الجنوب (خانيونس ورفح).
يتم عزل هذه المناطق عن بعضها عبر حواجز عسكرية ونقاط تفتيش متحركة، مع منع التنقل بينها إلا بتصاريح عسكرية.

2. أدوات التنفيذ:

– عربات جدعون: وحدات عسكرية إسرائيلية مزودة بآليات مصفحة وأجهزة مراقبة، تُنشئ حواجز طوارئ وتفرض حظر تجول شامل.
– الطائرات المسيرة: تُستخدم لمراقبة تحركات المدنيين وتوجيه عمليات الاعتقال أو القصف.
– إغلاق المعابر: تعطيل حركة المدنيين عبر معبر رفح أو المناطق الآمنة المعلنة سابقًا.

3. السياق العسكري:

– يُطرح التقسيم كجزء من “المرحلة الثالثة” للحرب، والتي تزعم إسرائيل أنها تستهدف “تصفية المقاومة”، لكنها عمليًا تعزز السيطرة على الحياة اليومية للفلسطينيين.

الأهداف الخفية: التهجير والنزوح القسري

– تفريغ غزة: عبر جعل الحياة مستحيلة بسبب انعدام الغذاء والدواء والخدمات الأساسية في المناطق المعزولة.
– إجبار السكان على النزوح: خاصة نحو جنوب غزة ثم إلى مصر عبر معبر رفح، في إعادة لمشروع “التهجير الكبير” الذي حذرت منه الأمم المتحدة.
– تغيير ديموغرافي: تقليص الكثافة السكانية في شمال غزة تمهيدًا لاستخدامات إسرائيلية محتملة (مشاريع استيطانية أو مناطق عازلة).

ردود الفعل والتحذيرات

منظمات حقوقية: تدين الخطوة باعتبارها “جريمة حرب” تحت غطاء عسكري، وتشير إلى انتهاكها للقانون الدولي الإنساني الذي يمنع التهجير القسري.
أمميًا: الأمم المتحدة تحذر من أن الخطة قد تؤدي إلى “كارثة إنسانية غير مسبوقة” مع تفاقم المجاعة والأمراض.
مقاومة فلسطينية: تؤكد أن التقسيم جزء من حرب إبادة، وتدعو إلى التصدي للخطة عبر التمسك بالأرض ورفض النزوح.

خطة التقسيم الإسرائيلية ليست إلا حلقة جديدة في سلسلة طويلة من سياسات التطهير العرقي الممنهج، والتي تعتمد على خنق الحياة في غزة لتحقيق أهداف سياسية. التصعيد الحالي يؤكد أن المعركة ليست عسكرية فقط، بل وجودية، ما يتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا لوقف الكارثة الإنسانية، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المتواصلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا ????
كيف يمكنا مساعدتك?