العلاقات الروسية الأمريكية في 2025.. بين محاولات التقارب وتحديات الخلافات

كتبت: فاطمة إسماعيل
شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2025 تحولات كبيرة، حيث تميزت بمحاولات للتقارب الدبلوماسي من جهة، وتصاعد التوترات والخلافات من جهة أخرى. تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، وتغير السياسات الأمريكية تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب.
في تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا أدلت بها اليوم، 7 مايو 2025، أن استعادة العلاقات بين موسكو وواشنطن تمثل تحدياً كبيراً، لكنها شددت على أن الجهود الدبلوماسية مستمرة بهذا الاتجاه.
وأشارت زاخاروفا إلى وجود تواصل مكثف في الآونة الأخيرة بين الجانبين، معربة عن أملها في أن تسهم هذه الاتصالات في تجاوز الخلافات وتعزيز الثقة المتبادلة. كما أوضحت أن العمل يجري على عدة مسارات لإعادة بناء جسور الحوار بين البلدين.

تأتي هذه التصريحات في ظل مؤشرات على انفتاح دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة، إذ يُنتظر أن يزور مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، العاصمة الروسية موسكو قريباً للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، في خطوة قد تمهد لتحسين العلاقات المتوترة بين البلدين في السنوات الأخيرة.
أولاً: محاولات التقارب الدبلوماسي
-
مكالمة بوتين وترامب (فبراير 2025):
في 12 فبراير 2025، أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، استمرت لمدة 90 دقيقة. تناولت المكالمة قضايا متعددة، أبرزها الحرب في أوكرانيا، حيث أعرب الطرفان عن رغبتهما في بدء مفاوضات لإنهاء النزاع . -
قمة الرياض (فبراير 2025):
عُقدت في 18 فبراير 2025 قمة بين وفدين من الولايات المتحدة وروسيا في الرياض، السعودية، لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا. قاد الوفد الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو، بينما ترأس الوفد الروسي وزير الخارجية سيرغي لافروف. تم الاتفاق على استعادة التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين، واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي في مرحلة ما بعد الحرب .
ثانياً: التوترات والخلافات المستمرة
-
استبعاد أوكرانيا من المفاوضات:
أثار استبعاد أوكرانيا من قمة الرياض انتقادات واسعة، حيث أعربت كييف عن استيائها من عدم مشاركتها في مفاوضات تتعلق بمستقبلها. وصف الرئيس ترامب رد فعل أوكرانيا بأنه “مخيب للآمال”، مما زاد من حدة التوترات . -
وقف مساعدات الأسلحة لأوكرانيا:
في يناير 2025، أمر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسث بوقف 11 رحلة شحن عسكرية كانت تنقل أسلحة إلى أوكرانيا، دون توجيه مباشر من الرئيس ترامب. أثار هذا القرار ارتباكًا داخل الإدارة الأمريكية، وتم التراجع عنه بعد أيام . -
انتقادات داخلية لسياسات ترامب:
وصف الرئيس السابق جو بايدن سياسات ترامب تجاه روسيا بأنها “استرضاء حديث”، مشيرًا إلى أن اقتراح ترامب بأن تتنازل أوكرانيا عن أراضٍ لروسيا يُعد سابقة خطيرة .
ثالثاً: التحركات التشريعية الأمريكية
-
قانون معاقبة روسيا (2025):
قدم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام مشروع قانون لفرض عقوبات صارمة على روسيا، تشمل فرض تعرفة جمركية بنسبة 500% على واردات الطاقة من الدول التي تشتري النفط والغاز الروسي. يحظى المشروع بدعم واسع في الكونغرس، وقد يتجاوز الفيتو الرئاسي المحتمل .
رابعاً: التعاون الروسي الصيني وتأثيره على العلاقات الأمريكية الروسية
عززت روسيا والصين تعاونهما في مواجهة النفوذ الأمريكي، حيث قدمت الصين دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا لروسيا، مما ساعدها في مواصلة حربها في أوكرانيا. في المقابل، استفادت الصين من الوصول إلى الموارد الروسية، مما زاد من تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا.
تتسم العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2025 بالتعقيد، حيث تتداخل محاولات التقارب مع استمرار الخلافات والتوترات. بينما تسعى بعض الأطراف إلى إنهاء النزاع في أوكرانيا، تظل العقبات السياسية والاستراتيجية قائمة، مما يجعل مستقبل هذه العلاقات غير واضح المعالم.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر .
