الرفض التركي لعبور طائرة نتنياهو.. موقف مبدئي أم ورقة ضغط سياسي؟

كتبت: فاطمة إسماعيل
في تصعيد جديد بين تركيا وإسرائيل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تأجيل زيارته الرسمية إلى أذربيجان، والتي كانت مقررة في الفترة من 7 إلى 11 مايو 2025. وقد أرجع المكتب هذا التأجيل إلى “التطورات الأمنية في غزة وسوريا” بالإضافة إلى “الجدول الدبلوماسي والأمني المكثف” لرئيس الوزراء.
إلا أن تقارير إعلامية إسرائيلية، أبرزها موقع “واللا”، كشفت أن السبب الحقيقي وراء إلغاء الزيارة هو رفض تركيا السماح لطائرة نتنياهو الرسمية، المعروفة باسم “جناح صهيون”، بالتحليق فوق مجالها الجوي. وقد حاولت السلطات الإسرائيلية إيجاد مسارات بديلة عبر اليونان وبلغاريا، لكن هذه الخيارات كانت ستضاعف مدة الرحلة، مما أدى إلى اتخاذ قرار الإلغاء.
من جانبها، نفت وزارة الخارجية التركية هذه المزاعم، مؤكدة أنها لم تتلقَّ أي طلب رسمي من الجانب الإسرائيلي للسماح بمرور الطائرة عبر أجوائها. وقال المتحدث باسم الوزارة، أونجو كتشالي، إن “الادعاءات بأن طائرة رئيس الوزراء الإسرائيلي حصلت على إذن بالتحليق فوق الأراضي التركية غير صحيحة على الإطلاق، ولم نتلق أي طلب في هذا الاتجاه”.
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تؤثر فيها العلاقات المتوترة بين تركيا وإسرائيل على الزيارات الرسمية. ففي نوفمبر 2024، ألغى الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ زيارته إلى مؤتمر المناخ في أذربيجان، وسط تقارير عن رفض تركيا السماح لطائرته بالمرور عبر مجالها الجوي.
هذا التطور يعكس استمرار التوتر في العلاقات التركية-الإسرائيلية، ويُظهر كيف يمكن للعوامل السياسية أن تؤثر على التنقلات الدبلوماسية في المنطقة.
تكرار الموقف التركي تجاه إسرائيل:
في نوفمبر 2024، رفضت تركيا السماح لطائرة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بعبور مجالها الجوي أثناء توجهه إلى أذربيجان للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 29). هذا الرفض أدى إلى إلغاء الزيارة، حيث أعلنت الرئاسة الإسرائيلية أن القرار جاء “لأسباب أمنية”، دون تقديم تفاصيل إضافية. ومع ذلك، أفادت تقارير إعلامية بأن السبب الحقيقي للإلغاء كان رفض تركيا السماح للطائرة بالمرور في أجوائها، مما أثار استياء المسؤولين في أذربيجان الذين شعروا بالإهانة من التبرير الإسرائيلي.

التأثير على العلاقات التركية الإسرائيلية
1. تصعيد دبلوماسي: رفض تركيا عبور الطائرة يمثل تصعيدًا دبلوماسيًا واضحًا، ويعكس موقف أنقرة الرافض للسياسات الإسرائيلية، خاصة في ظل الحرب على غزة. الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف إسرائيل بأنها تمارس “إرهاب دولة”، مؤكدًا أن بلاده ستواصل الوقوف إلى جانب المظلومين.
2. توتر العلاقات الثنائية: هذا الحادث يأتي في سياق توتر متزايد بين البلدين، حيث سحبت تركيا سفيرها من تل أبيب للتشاور بعد اندلاع الحرب على غزة، لكنها لم تقطع العلاقات رسميًا. ورغم استمرار العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، فإن هذه الحادثة تشير إلى تصاعد التوترات السياسية، وقد تؤثر على التعاون الثنائي في المستقبل.
3. جهود التهدئة: في أبريل 2025، عقدت وفود تركية وإسرائيلية محادثات في أذربيجان، بهدف تفادي وقوع حوادث غير مرغوب فيها في سوريا، حيث ينشط جيشا البلدين. تم الاتفاق على مواصلة الحوار عبر قناة تواصل مباشرة للحفاظ على الاستقرار الأمني في المنطقة.
رفض تركيا السماح لطائرة الرئيس الإسرائيلي سابقا ورفضها الحالي بعبور رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو لعبور مجالها الجوي يعكس تصعيدًا في التوترات بين البلدين، ويعبر عن موقف أنقرة الرافض للسياسات الإسرائيلية في المنطقة. ورغم استمرار بعض قنوات التواصل، فإن العلاقات التركية الإسرائيلية تمر بمرحلة حساسة، تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لتفادي مزيد من التصعيد
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.