من رئيسي إلى بزشكيان.. هل تغيّرت نبرة إيران في الخارج؟

أثرت وفاة الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في مايو 2024 على السياسة الخارجية الإيرانية، لكنها لم تُحدث تحولًا جذريًا، نظرًا لهيكلية النظام السياسي الإيراني التي تُبقي السياسة الخارجية تحت إشراف المرشد الأعلى والمؤسسات السيادية. مع تولي الرئيس مسعود بزشكيان المنصب، ظهرت بعض التغييرات في النبرة والأسلوب، مع الحفاظ على الثوابت الاستراتيجية.
تأثير وفاة إبراهيم رئيسي على السياسة الخارجية الإيرانية
كان إبراهيم رئيسي يُعتبر رمزًا للتيار المحافظ، وقد ركزت سياسته الخارجية على تعزيز العلاقات مع روسيا والصين، وتهميش الحوار مع الغرب، مع دعم الحلفاء الإقليميين. ورغم وفاته، استمرت هذه السياسات دون تغيير كبير، نظرًا لأن القرارات الرئيسية في السياسة الخارجية تُتخذ من قبل المرشد الأعلى والمؤسسات المرتبطة به، مثل مجلس الأمن القومي.

نهج الرئيس مسعود بزشكيان في السياسة الخارجية
منذ توليه الرئاسة، أبدى مسعود بزشكيان، المعروف بانتمائه للتيار الإصلاحي، رغبة في اتباع سياسة خارجية أكثر توازنًا وانفتاحًا. وقد أكد على عدة أولويات:
تعزيز العلاقات مع دول الجوار: أعلن بزشكيان أن تحسين العلاقات مع الدول المجاورة هو من أولويات سياسته الخارجية، مشددًا على أهمية التعاون الإقليمي لتحقيق التنمية والاستقرار.
الانفتاح على القوى العالمية: أكد بزشكيان على أهمية تعزيز العلاقات مع روسيا والصين، معتبرًا إياهما شريكين استراتيجيين، مع السعي لتوسيع التعاون مع دول الجنوب العالمي.
إعادة إحياء الاتفاق النووي: أعرب عن استعداده لاستئناف المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، بهدف رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، مع التأكيد على التزام إيران بتعهداتها الدولية.
التعامل مع الغرب: أبدى بزشكيان رغبة في تحسين العلاقات مع الدول الأوروبية، داعيًا إلى حوار مفتوح وبناء، بينما حافظ على موقف حذر تجاه الولايات المتحدة، مطالبًا بتغيير سياساتها تجاه إيران.
نجاحات بزشكيان حتى الآن:
رغم قصر الفترة منذ توليه الرئاسة، يمكن ملاحظة بعض النجاحات الأولية في سياسة بزشكيان الخارجية:
تحسين العلاقات الإقليمية: أجرى بزشكيان اتصالات مع قادة العديد من الدول المجاورة، معبرًا عن رغبته في تعزيز التعاون الثنائي والإقليمي.
تعزيز التعاون مع روسيا والصين: أكد على أهمية تنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع هذين البلدين، مع التركيز على مشاريع البنية التحتية والتعاون الاقتصادي.
الاستعداد لاستئناف المفاوضات النووية: أعلن عن استعداده للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن الاتفاق النووي، مع التأكيد على ضرورة رفع العقوبات عن إيران.
مع ذلك، لا تزال التحديات قائمة، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث لم تُسجل حتى الآن خطوات ملموسة نحو تحسين هذه العلاقات.
اكتشاف المزيد من العاصمة والناس
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.