غزة تختنق.. المجاعة تضرب القطاع، والحصار مستمر وسط صمت دولي ثقيل

كتبت: فاطمة إسماعيل

في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي المشدد، تواجه غزة أزمة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم، وسط تحذيرات دولية من انهيار كامل في الخدمات الصحية والغذائية وغياب أي ممرات إنسانية. ومع اقتراب الوضع من نقطة الانفجار، ترتفع الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل قبل أن تتحول الكارثة إلى إبادة بطيئة لسكان القطاع المحاصر.

 مطابخ الإغاثة تنهار.. وآلاف الأسر بلا طعام

تعيش العائلات الغزّية اليوم معاناة غير مسبوقة بعد توقف معظم المطابخ الخيرية التي كانت تشكّل شريان الحياة الوحيد للكثيرين. فقد تقلص عددها من 170 إلى أقل من 80، مع توقعات بتوقفها بالكامل خلال أيام بسبب نفاد المواد الأساسية.

• توفي 52 شخصًا حتى الآن بسبب الجوع، معظمهم أطفال

• أكثر من 10,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحاد

• الأسعار قفزت بنسبة تتجاوز 1,400%

وأكدت منظمات دولية أن ما تشهده غزة لا يُعد مجرد أزمة غذائية، بل مجاعة مكتملة الأركان تتطلب تدخلاً فورياً لوقف النزيف الإنساني.

 انهيار الخدمات الصحية.. وشهادات صادمة من المعتقلين

في الوقت الذي تئن فيه المستشفيات تحت وطأة النقص في الأدوية والوقود، كشفت وكالة الأونروا عن تعرض أكثر من 50 من موظفيها للاعتداء وسوء المعاملة أثناء اعتقالهم من قبل القوات الإسرائيلية، مشيرة إلى حالات تعذيب، وتجويع، واستخدام البعض كدروع بشرية.

الأوضاع الصحية في غزة توصف اليوم بأنها كارثية بالكامل، مع تعذر توفير العلاج للحالات المزمنة أو الطارئة، واستمرار توافد الجرحى والمصابين جراء القصف ونقص التغذية.

45 يوماً بلا مساعدات.. والمعابر مغلقة

منذ أكثر من ستة أسابيع، لم يدخل إلى غزة أي نوع من الإمدادات الإنسانية أو الغذائية، في أطول فترة حصار غير مسبوقة منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. ويؤكد سكان القطاع أن حياتهم باتت معلّقة على بصيص أمل قد يأتي من الخارج، في وقت تنعدم فيه مقومات البقاء الأساسية.

المنظمات الإغاثية تحذر من أن السكان في شمال غزة يعيشون على الأعشاب والمياه الملوثة، وسط غياب كامل للمساعدات، حتى الطارئة منها.

 تصعيد قانوني دولي.. وإسبانيا تطالب بحماية المدنيين

في خطوة قانونية نادرة، رفعت إسبانيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تطالب فيها إسرائيل بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيد أو شرط، متهمة تل أبيب باستخدام الحصار كسلاح عقابي بحق المدنيين.

من جهتها، تواصل إسرائيل اتهام وكالة الأونروا بالتحيز لحركة حماس، وهي ادعاءات تنفيها الأمم المتحدة جملة وتفصيلاً، محذّرة من كارثة جماعية وشيكة.

مؤشرات الأزمة بالأرقام:

بينما تكابد غزة للبقاء، تبدو التحركات الدولية عاجزة، وأصوات الإدانة خافتة، رغم وضوح حجم المأساة. يتطلب الوضع تدخلًا فوريًا وغير مشروط لفتح المعابر، إدخال المساعدات، وحماية المدنيين، قبل أن يتحول القطاع إلى مقبرة جماعية معلنة.

• للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .