كيف احتفل المصريون بأعياد الربيع على مر العصور؟

تعد أعياد الربيع أحد أقدم وأجمل الأعياد التي اعتاد المصريون القدماء الاحتفال بها كل عام، بطقوس مصرية خاصة، فيعترف المصريون منذ آلاف السنوات بفضل الطبيعة ولذا كانوا يحتفون بجمالها الذي يتجدد في فصل الربيع.

كيفى احتفى المصريون القدماء بالطبيعة؟

ووفقًا لـقطاع المتاحف، فيبدأ عيد الربيع عند المصريين القدماء، منذ آلاف السنوات مع بداية موسم الحصاد وتجدد الحياة في الطبيعة، وبمرور الوقت، أصبح “شم النسيم” مناسبة اجتماعية مرتبطة بعلاقة الإنسان بالأرض واحتفاله بعناصر الحياة التي توفرها الطبيعة.

واحتفل المصريون القدماء بالربيع، على طريقتهم الخاصة، حيث كان يخرج الناس إلى الحدائق والمتنزهات للاستمتاع بجمال الطبيعة، وتُقام الاحتفالات التي تعم أرجاء البلاد، حيث يلتقي الجميع على مائدة واحدة يتناولون فيها أطعمة تقليدية ترمز إلى ديمومة الحياة وخصوبتها.

 مأكولات أعياد الربيع؟

ومن أشهر الأطعمة التي تميز عيد شم النسيم في مصر القديمة، البيض الملون والذي يرمز للخلق وبداية الحياة، أما السمك المملح فيشير إلى نشوء الحياة من المياه الأزليه، كما أن الخس دلالة على الخصوبة والنماء، والبصل رمزًا لتجدد الحياة، كما أن الحمص الأخضر، فيكون علامة على قدوم الربيع وامتلاء الأرض بالخير.

ويعود اسم عيد “شم النسيم” إلى الكلمة الهيروغليفية “شمو”، وهو اسم فصل الحصاد في التقويم المصري القديم، ويرجّح المتخصصون أن هذا الاحتفال كان موجودًا منذ ما قبل عصر الأسرات، ومع مرور الوقت، ارتبط اسم “شمو” بكلمة “النسيم” نظرًا لتزامن هذا اليوم مع التغير المناخي واعتدال الجو.

كيف احتفل المصريون بالربيع على مدار العصور القديمة؟

كما روى المؤرخ اليوناني هيرودوت، عند زيارته لمصر، عن براعة المصريين في حفظ الأسماك وتجفيفها وتناولها في هذا اليوم المميز، كما يُعتبر البيض من رموز هذا العيد، إذ يرمز إلى الخلق من الجماد، وقد صوّرت بعض برديات مدينة منف الإله بتاح جالسًا على بيضة صلبة، كرمز للخلق والبداية.

وفي العصرين اليوناني والروماني، استمر المصريون في الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم، بما فيها الاحتفال بشم النسيم، وفي العصر القبطي، استمر الاحتفال بهذا العيد، حيث أصبح يُحتفل به في اليوم التالي لعيد القيامة.

لا يزال المصريون يحتفلون بشم النسيم في منازلهم، حتى يومنا هذا، متمسّكين بهذه المناسبة التراثية التي تعيد إلى الأذهان عادات وتقاليد أجدادنا العظام. فنحن أبناء هذه الأرض، نُشكّل نسيجًا واحدًا يجمعه تراث عريق ممتد عبر آلاف السنين.