مشروع “القبة الذهبية” للدفاع الصاروخي: طموح ترامب لحماية أمريكا يثير القلق الدولي

كتبت: جهاد علي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع دفاعي جديد تحت اسم “القبة الذهبية” (Golden Dome)، يهدف إلى تعزيز قدرات الولايات المتحدة الصاروخية لمواجهة التهديدات المستقبلية، لا سيما من الصين وروسيا وكوريا الشمالية، عبر إنشاء منظومة دفاع جوي وفضائي متعددة الطبقات.
تفاصيل المشروع
وخلال مؤتمر صحفي بواشنطن، كشف ترامب أن المشروع يستند إلى بناء شبكة من الأقمار الصناعية وأنظمة الاستشعار المتطورة وأجهزة اعتراض الصواريخ، موضحًا أن “القبة الذهبية ستكون درعًا لا يمكن اختراقه، وتضع نهاية لأي تهديد صاروخي موجه نحو أمريكا”.
ويقود المشروع الجنرال مايكل غيتلين من قوة الفضاء الأمريكية، وسيعتمد على دمج الأنظمة الدفاعية الحالية مثل “باتريوت” و”ثاد” وتطوير تقنيات دفاع فضائي جديدة.
التكلفة المتوقعة
قال ترامب إن التكلفة المبدئية للمشروع تقدر بـ 175 مليار دولار، بتمويل أولي يبلغ 25 مليار دولار. لكن تقارير مكتب الميزانية بالكونغرس أشارت إلى أن التكلفة الحقيقية قد تتجاوز 542 مليار دولار خلال 20 عامًا، خاصة في ظل النفقات الخاصة بالأقمار الصناعية والبنية التحتية الفضائية.
ردود الفعل الدولية
وأثار الإعلان موجة من القلق على المستوى الدولي؛ إذ اعتبرت روسيا المشروع “خطوة عدائية” تهدد التوازن الاستراتيجي، متوعدة برد تقني يعيد ما وصفته بـ”التوازن النووي”.
من جانبها، أعربت الصين عن “قلقها الشديد”، محذّرة من أن المشروع قد يؤدي إلى سباق تسلح في الفضاء ويقوّض فرص التفاهم الدولي بشأن الأمن الجماعي.
أما كندا، فقد أبدت اهتمامًا بالمشاركة في المشروع خاصة في الجانب التقني، ضمن شراكة محتملة مع وزارة الدفاع الأمريكية.
هل القبة الذهبية ستحمي أمريكا؟
يرى محللون عسكريون أن المشروع رغم طموحه، لا يخلو من تحديات تقنية ضخمة، أبرزها إمكانية اعتراض صواريخ فرط صوتية (Hypersonic) بدقة عالية، وهي تقنية لا تزال قيد التطوير عالميًا. كما أشار آخرون إلى أن عسكرة الفضاء بهذا الشكل قد تجعل الولايات المتحدة نفسها هدفًا لهجمات سيبرانية أو فضائية مضادة.
هل يؤثر على السلم العالمي؟
الجدل الأكبر يتمحور حول تأثير المشروع على الأمن والسلم الدوليين. حيث يرى مراقبون أن نشر أنظمة دفاعية بهذا الحجم قد يُفسَّر كخطوة هجومية تؤدي إلى سباق تسلح جديد، في وقت يحتاج فيه العالم إلى التهدئة لا التصعيد، خصوصًا في ظل التوترات بين المعسكرين الغربي والشرقي.