العالم

باكستان والهند تتراجعان عن وقف إطلاق النار.. تصعيد خطير يهدد استقرار المنطقة

كتبت: فاطمة إسماعيل 

في مايو 2025، شهدت العلاقات بين باكستان والهند تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث تبادل البلدان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار، مما أثار مخاوف من اندلاع نزاع واسع النطاق. ومع ذلك، تمكنت جهود الوساطة الدولية، بقيادة الولايات المتحدة، من تحقيق تهدئة مؤقتة بين الجانبين.

خلفية الصراع

بدأ التصعيد في 22 أبريل 2025، عندما استهدفت جماعات مسلحة، يُعتقد أنها مدعومة من باكستان، منطقة بايساران في كشمير الهندية، مما أسفر عن مقتل 26 شخصًا. ردًا على ذلك، أطلقت الهند عملية عسكرية محدودة أسمتها “عملية سندور”، استهدفت خلالها مواقع عسكرية في باكستان، بما في ذلك منشآت في إقليم البنجاب . في المقابل، أغلقت باكستان مجالها الجوي أمام الطائرات الهندية، وعلقت معاهدة المياه بين النهرين، معتبرة ذلك “عملًا حربيًا” .

الوساطة الأمريكية والتهدئة

في 10 مايو 2025، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التوصل إلى “وقف إطلاق نار شامل وفوري” بين الهند وباكستان، بعد مفاوضات مكثفة قادها وزير الخارجية ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس . وقد لاقت هذه المبادرة ترحيبًا دوليًا واسعًا، حيث أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بالخطوة، داعيًا إلى تحويلها إلى “عملية سلام مستدامة”.

الخلافات حول تفسير الاتفاق

رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، اختلفت تسميات الاتفاق بين الجانبين. فقد وصفته الهند بـ”فهم مشترك” بدلاً من “وقف إطلاق نار”، بينما أصرت باكستان على تسميته “وقف إطلاق نار”. هذا التباين يعكس استمرار التوترات الدبلوماسية بين البلدين .

الانتهاكات المتبادلة

بعد ساعات من إعلان التهدئة، تبادل الجانبان الاتهامات بخرق الاتفاق. فقد أفادت تقارير هندية بوجود إطلاق نار عبر الحدود، ورصد طائرات مسيرة باكستانية فوق كشمير، بينما نفت باكستان هذه الادعاءات، متهمة الهند بخرق الاتفاق أيضًا.

ردود الفعل الدولية

أشاد المجتمع الدولي بالجهود المبذولة لتحقيق التهدئة، حيث رحبت السعودية وتركيا والإمارات والاتحاد الأوروبي بالاتفاق، داعية إلى استئناف الحوار المباشر بين البلدين .

تطورات ميدانية

في 18 مايو 2025، أطلقت باكستان عملية عسكرية جديدة أسمتها “عملية بنيان المرصوص”، استهدفت خلالها مواقع عسكرية هندية في كشمير. وقد قوبل هذا التصعيد بانتقادات دولية، حيث دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى “ضبط النفس” و”الامتناع عن أي تصعيد إضافي” .

لماذا انهار وقف إطلاق النار في مايو 2025؟

1. التصعيد العسكري الأخير
شهدت الأشهر الماضية:
زيادة في القصف المتبادل على خط LoC، مع سقوط ضحايا مدنيين وعسكريين.
تصريحات متبادلة متشددة، حيث اتهم رئيس وزراء الهند **ناريندرا مودي باكستان بـ”رعاية الإرهاب”، بينما هدد الجيش الباكستاني بـ”رد ساحق”.

2. العامل الداخلي في البلدين
– في الهند: مع اقتراب الانتخابات العامة، يستخدم مودي الخطاب المعادي لباكستان لتعزيز شعبيته.
– في باكستان: الحكومة الضعيفة بقيادة شاهباز شريف تواجه ضغوطًا من الجيش لاتخاذ موقف حازم.

3. الدور الصيني والأمريكي
– الصين، الحليف الرئيسي لباكستان، دعت إلى “ضبط النفس”، لكنها تتجنب إدانة أي طرف.
– الولايات المتحدة حذرت من تداعيات التصعيد، لكنها تميل لدعم الهند في إطار تحالفها ضد الصين.

تحليل عسكري.. هل نشهد حربًا شاملة؟

1. موازين القوى
المؤشر الهند باكستان

الإنفاق العسكري (2025) 84 مليار دولار 12 مليار دولار 
عدد الجنود 1.4 مليون 650 ألف
الأسلحة النووية 160 رأسًا 165 رأسًا

2. سيناريوهات محتملة
1.تصعيد محدود: استمرار الاشتباكات على خط LoC دون حرب شاملة.
2. مواجهة جوية: كما حدث في 2019 بعد هجوم بولواما.
3. حرب تقليدية واسعة احتمال منخفض بسبب المخاطر النووية.
4. حرب بالوكالة عبر جماعات مسلحة في كشمير.

التداعيات الاقتصادية والسياسية

1. تداعيات اقتصادية
انهيار البورصتين الهندية والباكستانية بعد الإعلان.
ارتفاع أسعار النفط عالميًا بسبب مخاوف من اضطراب الإمدادات.
تأثير على مشاريع التجارة الإقليمية مثل ممر “باكستان-الصين”.

2. تداعيات سياسية
تأثير على التحالفات الدولية (مثل مجموعة “الكواد” الأمريكية التي تضم الهند).
-تصاعد الخطاب القومي في كلا البلدين.

 مستقبل الأزمة.. هل من أمل للحل؟

1. جهود الوساطة الدولية
– محاولات من روسيا وتركيا لعب دور الوسيط.
– الأمم المتحدة تدرس إرسال مراقبين دوليين.

2. السيناريو الأرجح
الأكثر احتمالًا هو تصعيد متقطع دون حرب كبرى، بسبب:
– الردع النووي المتبادل.
– ضغوط اقتصادية على البلدين.
– مخاوف دولية من انهيار الاستقرار الإقليمي.

التحديات المستقبلية

رغم التهدئة الحالية، تظل التحديات قائمة أمام تحقيق سلام دائم بين الهند وباكستان، بما في ذلك:

  • الملف النووي: امتلاك كلا البلدين للأسلحة النووية يزيد من تعقيد الوضع ويزيد من مخاطر التصعيد.

  • قضية كشمير: تظل كشمير نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين، مما يعيق أي تقدم نحو السلام.

  • التطرف والإرهاب: استمرار نشاط الجماعات المسلحة في المنطقة يزيد من تعقيد جهود السلام.

إن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان يمثل خطوة إيجابية نحو تهدئة الأوضاع في جنوب آسيا. ومع ذلك، فإن تحقيق سلام دائم يتطلب إرادة سياسية قوية من الجانبين، ودعمًا دوليًا مستمرًا، وتعاونًا في معالجة القضايا الجوهرية التي طالما كانت مصدرًا للتوتر بين البلدين.

 
 
 

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا ????
كيف يمكنا مساعدتك?