موسكو تحتفل بيوم النصر الـ80 بعرض عسكري ضخم ومشاركة دولية واسعة

كتبت: فاطمة إسماعيل
في 9 مايو 2025، احتفلت روسيا بالذكرى الثمانين لانتصارها في الحرب العالمية الثانية، حيث نظمت عرضًا عسكريًا ضخمًا في الساحة الحمراء بموسكو، هو الأكبر منذ بدء الحرب في أوكرانيا عام 2022. شهد العرض مشاركة أكثر من 11,500 جندي، بما في ذلك 1,500 من قدامى المحاربين في أوكرانيا، واستُعرضت معدات عسكرية متطورة مثل صواريخ “يارس” النووية، ودبابات “تي-90″، وطائرات بدون طيار، ومركبات مدرعة حديثة.
مشاركة الوحدة العسكرية المصرية
لأول مرة، شاركت وحدة عسكرية مصرية في العرض العسكري، حيث سارت جنبًا إلى جنب مع وحدات من الصين، كوريا الشمالية، أذربيجان، وميانمار. تعكس هذه المشاركة تعزيز العلاقات بين مصر وروسيا، وتأكيدًا على التعاون العسكري بين البلدين.
الحضور الدولي البارز
حضر العرض 29 زعيمًا من القادة الدوليين، أبرزهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي جلس إلى جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في إشارة إلى عمق العلاقات بين البلدين، كما شارك في الاحتفال رؤساء كل من البرازيل، كوريا الشمالية، بيلاروسيا، كازاخستان، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان، كوبا، لاوس، وغينيا بيساو.
وحضر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأيضا الرئيس الفلسطيني محمود عباس مراسم الاحتفال.
وقد أرسلت 13 دولة قوات رمزية لها للمشاركة فى العرض مع القوات الروسية.
خطاب بوتين: رسائل داخلية وخارجية
في كلمته خلال الاحتفال، أكد الرئيس بوتين أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها لتجنب صراع عالمي، لكنها لن تسمح لأي جهة بتهديدها، مشيرًا إلى أن قواتها الاستراتيجية في حالة تأهب دائم. اتهم بوتين النخب الغربية بالسعي لاحتواء المراكز السيادية والمستقلة للتنمية العالمية، مؤكدًا أن روسيا لن تنسى دورها المحوري في هزيمة النازية.
التوترات مع أوكرانيا والغرب
على الرغم من إعلان روسيا عن وقف إطلاق نار أحادي لمدة 72 ساعة بمناسبة الاحتفال، أفادت تقارير باستمرار الهجمات الروسية على مناطق في أوكرانيا، مما دفع كييف إلى وصف العرض بأنه “استعراض دعائي منفصل عن الحقيقة التاريخية”. في المقابل، اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لفيف، أوكرانيا، للتأكيد على دعمهم المستمر لكييف، ومناقشة إنشاء محكمة لمحاسبة روسيا على جرائم الحرب.
الإجراءات الأمنية المشددة
نظرًا للتهديدات الأمنية، خاصة من الطائرات المسيرة الأوكرانية، فرضت السلطات الروسية إجراءات أمنية مشددة في موسكو، بما في ذلك استخدام أنظمة تشويش إلكترونية، وتعزيز الدفاعات الجوية حول العاصمة. على الرغم من هذه التهديدات، لم يتم الإبلاغ عن أي هجمات خلال العرض.
دلالات المشاركة المصرية
تُعد مشاركة الوحدة العسكرية المصرية في العرض إشارة إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، خاصة في المجال العسكري. كما تعكس هذه المشاركة رغبة مصر في توسيع تعاونها الدولي، وتأكيدًا على مكانتها في الساحة الدولية.
ردود الفعل الدولية
في حين رحبت بعض الدول بالاحتفال، انتقدت دول غربية عدة، بما في ذلك الولايات المتحدة وفرنسا، العرض، معتبرة أنه محاولة لتبرير الحرب في أوكرانيا. من جانبه، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما حذر المستشار الألماني من فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
يُظهر احتفال روسيا بيوم النصر في عام 2025 مزيجًا من الفخر التاريخي والعرض العسكري القوي، في ظل توترات دولية متزايدة بسبب الحرب في أوكرانيا. تعكس المشاركة الدولية، بما في ذلك الوحدة المصرية، تعقيد العلاقات الدولية الحالية، حيث تتقاطع المصالح السياسية والعسكرية في مشهد عالمي متغير.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا على فيسبوك وتويتر .