العالم

الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الرابع.. نزيف مستمر وخسائر فادحة

كتبت: فاطمة إسماعيل 

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، دخلت أوروبا مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري والسياسي، أثّرت تداعياتها على الأمن الإقليمي والاقتصاد العالمي. ومع دخول الصراع عامه الرابع في مايو 2025، تتضح الصورة القاتمة لحجم الخسائر البشرية والعسكرية والاقتصادية التي تكبّدها الطرفان، وسط تحولات متسارعة في ميدان القتال واستمرار الدعم الدولي.

الخسائر البشرية:

بلغت الخسائر البشرية في أوكرانيا نحو 600,000 جندي بين قتيل وجريح، إلى جانب أكثر من 12,000 مدني، بحسب تقارير الأمم المتحدة. كما تسببت الحرب في تهجير ما يزيد عن 10.6 مليون شخص، نصفهم خارج البلاد.

أما روسيا، فقد تكبّدت ما يقارب 700,000 جندي بين قتيل وجريح، مع تسجيل مئات القتلى المدنيين جراء الهجمات الأوكرانية على المدن الحدودية.

 الخسائر العسكرية:

أوكرانيا فقدت نحو 7,900 آلية عسكرية، بينها 183 طائرة و35 سفينة. بينما روسيا تكبدت أكثر من 20,000 آلية، شملت 305 طائرات و22 سفينة، وفقًا لمصادر غربية.

الخسائر الاقتصادية:

أوكرانيا شهدت انكماشًا اقتصاديًا بنسبة 29% في 2022، وتحتاج لما لا يقل عن 486 مليار دولار لإعادة الإعمار. أما روسيا، فأنفقت ما يقرب من 320 مليار دولار على الحرب، مع تسجيل تضخم تجاوز 9%، ورفع الفائدة إلى 21%.

تطورات مايو 2025: معركة كورسك وبوادر التوسع

شنت أوكرانيا هجومًا غير مسبوق على منطقة كورسك الروسية، ما أسفر عن نزوح أكثر من 130 ألف مدني، وسيطرتها المؤقتة على مئات الكيلومترات من الأراضي الروسية. وفي المقابل، أكد بوتين أن روسيا “لن تتردد في إنهاء العملية بكامل قوتها”، وسط تصاعد التحذيرات من سيناريو نووي.

الدعم الدولي

تلقت أوكرانيا دعمًا غربيًا هائلًا قُدّر بـ279 مليار دولار، شمل مساعدات عسكرية وإنسانية. بينما تواجه روسيا عزلة دولية متزايدة وعقوبات قاسية من الغرب.

التأثيرات العالمية للحرب

1. أزمة الطاقة العالمية:

أدى تقليص روسيا لصادرات الغاز والنفط لأوروبا إلى رفع أسعار الطاقة عالميًا، وتسارع خطط الاتحاد الأوروبي للانتقال إلى مصادر بديلة. بلدان مثل ألمانيا واجهت شتاءً صعبًا في 2022-2023، ما دفع نحو استثمارات ضخمة في الطاقة المتجددة.

2. أزمة غذاء وارتفاع أسعار الحبوب:

أوكرانيا، أحد أكبر مصدّري الحبوب، توقفت صادراتها لعدة أشهر، ما تسبب في ارتفاع أسعار القمح عالميًا، وخلق أزمة غذاء في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفريقيا.

3. سباق تسلح متسارع:

الدول الأوروبية زادت ميزانيات دفاعها بشكل كبير. كما شهد العالم عودة النقاشات حول الردع النووي، خاصة مع تهديدات روسيا الضمنية باستخدام الأسلحة النووية.

4. توتر جيوسياسي وتصعيد في آسيا:

الحرب أعادت تشكيل التحالفات الدولية، ضم الناتو السويد وفنلندا، الصين وروسيا عززتا تقاربهما، مما زاد المخاوف بشأن مستقبل تايوان.

5. صعود التضخم والركود الاقتصادي:

ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء ساهم في موجة تضخم عالمية، دفعت البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة، ما أثر على النمو الاقتصادي في العديد من الدول، خاصة النامية.

الحرب الروسية الأوكرانية ليست مجرد صراع إقليمي، بل لحظة فاصلة تعيد تشكيل النظام الدولي. من إمدادات الطاقة إلى التحالفات العسكرية، من أسعار الغذاء إلى خرائط النفوذ، فرض هذا النزاع نفسه كأحد أهم الأحداث الجيوسياسية في القرن الحادي والعشرين.

للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر

زر الذهاب إلى الأعلى