العالم

تركيا وإسرائيل.. قصة صراع على الكعكة السورية، من يربح في النهاية؟

كتبت: فاطمة إسماعيل

تشهد الساحة السورية تطورات ميدانية هامة تؤثر بشكل مباشر على العلاقات الإقليمية بين القوى الكبرى في المنطقة، وعلى رأسها إسرائيل وتركيا، بينما تواصل إسرائيل توسيع نفوذها في الأراضي السورية، تسعى تركيا إلى تأمين حدودها الجنوبية وتعزيز وجودها العسكري في الشمال السوري، تحركات هذه الأطراف تثير العديد من التساؤلات حول التوازن العسكري والسياسي في المنطقة ومستقبل العلاقات بينهما.

أردوغان: “إسرائيل تهدد السلام وتهيمن على الفوضى”

خلال تصريحاته الصحفية، قال أردوغان إن “تحركات إسرائيل في سوريا تمثل تهديدًا للسلام”، معتبرًا أن “آخر ما تريده إسرائيل هو الاستقرار والهدوء في المنطقة”. وأضاف أن إسرائيل لا تزال تستفيد من “الدماء والفوضى” في سوريا، مشيرًا إلى أنها تُحرك الأمور لتأجيج الأزمات بدلاً من البحث عن حلول سلمية.

كما شدد الرئيس التركي على أن “العالم أكبر من إسرائيل”، داعيًا القوى الدولية إلى اتخاذ موقف قوي لوقف تصعيد الأوضاع في المنطقة. وأشار إلى ضرورة أن يتحلى العالم بالعظمة للتعامل مع هذه الأزمة المتفاقمة من قبل إسرائيل.

موقف تركيا: دعم سيادة سوريا والرد على التصعيد الإسرائيلي

وأضاف أردوغان في حديثه أن “إسرائيل، التي لا تتوانى عن إشعال الحروب في المنطقة، تشعر بالانزعاج من قوة تركيا في المنطقة”. واعتبر أن تركيا لن تسمح لسوريا بالانجرار إلى صراعات جديدة نتيجة لهذه التحركات الإسرائيلية.

واختتم الرئيس التركي تصريحاته بالتأكيد على أن تركيا تراقب عن كثب “أي تحركات محتملة قد تقوم بها إسرائيل ضد تركيا أو تخطط لها”. كما أشار إلى أن أنقرة ستكون يقظة في اتخاذ التدابير اللازمة لحماية مصالحها في المنطقة.

تركيا وإسرائيل قصة صراع على الكعكة السورية من يربح في النهاية
أردوغان

التحركات الإسرائيلية في سوريا: تعزيز الأمن القومي والتوسع في الجولان

منذ عام 2024، كثّفت إسرائيل من عملياتها العسكرية في سوريا، مع التركيز على المناطق الجنوبية التي تشمل مرتفعات الجولان. تهدف إسرائيل من خلال هذه العمليات إلى تعزيز أمنها القومي ومنع أي تهديدات إيرانية أو تابعة لحزب الله اللبناني بالقرب من حدودها. تمثلت آخر هذه التحركات في شن ضربات جوية على أهداف استراتيجية في القنيطرة ودمشق. هذه التحركات لا تقتصر فقط على التصدي للمجموعات المسلحة، بل تشمل أيضًا تعزيز حضورها العسكري على الأرض وفرض السيطرة في مناطق استراتيجية.

تحديات وتداعيات التحركات الإسرائيلية والتركية على الأمن الإقليمي

تشهد المنطقة حالة من التنافس بين إسرائيل وتركيا على النفوذ في الأراضي السورية. إسرائيل تسعى للحفاظ على هيمنتها على مرتفعات الجولان وضمان أمنها القومي من أي تهديدات إيرانية. في المقابل، تسعى تركيا إلى الحفاظ على منطقة آمنة شمال سوريا وتحقيق استقرار داخلي بعيدًا عن تهديدات التنظيمات الكردية. تزداد التوترات بين الجانبين نتيجة تداخل المصالح، مما يخلق بيئة خصبة للتحديات العسكرية.

التوترات بين إسرائيل وتركيا: إمكانية التصعيد أم التنسيق؟

رغم التصريحات الرسمية التي تحث على تجنب التصعيد بين الجانبين، يبقى التنسيق بين إسرائيل وتركيا في سوريا محدودًا. تتباين مواقف البلدين من القضايا الأمنية، إلا أن كلاهما يتجنب المواجهة المباشرة بسبب التحديات المشتركة في المنطقة. على الرغم من ذلك، يبقى الوضع معقدًا في ظل تزايد التحركات العسكرية، حيث يُحتمل أن تؤدي إلى تصعيد في أي لحظة، خاصة في ظل التنافس على النفوذ في مناطق استراتيجية مثل الجولان وإدلب.

تستمر الأحداث في سوريا بتشكيل تحديات جديدة للعلاقات الإقليمية بين إسرائيل وتركيا، حيث يتسارع التنافس على النفوذ العسكري والاستراتيجي. ورغم محاولات الطرفين تجنب التصعيد، تبقى الأوضاع قابلة للتغيير بسرعة. يبقى الموقف السوري محط أنظار العالم، حيث يتشابك الوضع الأمني والعسكري مع التفاعلات السياسية على المستويين الإقليمي والدولي.

للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

 


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?