فيتشرمقالات

رجاء عطية يكتب: الكل سيدفع الثمن.. السيناريو الأسوأ بات أقرب

مع استمرار قوات الاحتلال الإسرائيلي في خروقاتها لوقف إطلاق النار وقصفها الوحشي على قطاع غزة، ومنعها دخول أي مساعدات للقطاع المنكوب وارتكاب جرائم الحرب الممنهجة، من تجويع وحصار وتدمير كافة البنى التحتية من مستشفيات ومحطات تحلية مياه، وصرف صحي، ومخازن للمساعدات ومقار أممية وإنسانية دون رادع أو سيطرة يبدو أن المشهد العام قاتما للغاية.

إن عودة إسرائيل للحرب بهذه الضراوة لا تهدف فيما هو ظاهر إلى إجبار حماس على تقديم مزيد من التنازلات خلال المفاوضات حسب تصريحات قادة اليمين الديني المتطرف الحاكم، بل يحمل الإصرار على إبادة القطاع بالكامل إما حربا وقصفا وقتلا، أو تهجيرا وترحيلا.

ومنذ انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار “المتضمن 3 مراحل” مترابطة معا في الأول من مارس الحالي، إخترع الجانب الإسرائيلي مطلب تمديدها وإطلاق المزيد من الأسرى دون مبررات واضحة أو مقنعة، ودون التزام أصلا بتفاهمات المرحلة المنتهية.

مستفيدا مما هو ليس مجرد دعم أمريكي مطلق لعمليات الإبادة المستمرة، بل وتحريضا صريحا على عمليات التدمير والقتل والإبادة.

إن عودة الدولة العبرية إلى الحرب العدوانية وبهذه الضراوة على قطاع غزة استجابة لتحريض الإدارة الأمريكية ومن الرئيس الأمريكي يؤكد إصرار رئيس وزراء دولة الكيان على تنفيذ مخططاته المرعبة، من أجل إنقاذ حكومته من السقوط،.

لذلك كان قرار الانقلاب على الاتفاق جاهزا على التنفييذ لاعتبارات سياسية وشخصية بحتة، وكذلك لإجبار حماس على عقد صفقة “استسلام” أو على الأقل رضوخها لقبول أي مقترحات غير واقعية دون الالتزام بالمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

إن وقف الحرب بالنسبة لنتنياهو معناه ببساطة انهيار ائتلافه المتطرف الحاكم، ومن ثم الذهاب لانتخابات برلمانية، ترجح كافة استطلاعات الرأي الإسرائيلية أنه لن يفوز فيها، بمعنى أنه سيكون أقلية في الكنيست، وخروجه من رئاسة الحكومة مع ترقب محاكمته.

الصهيونية الدينية والائتلاف المتطرف يدرك تماما أن إنهاء الحرب يعني هزيمة تاريخية للدولة العبرية على مقاييس عدة وهذا أيضا من أهم الدوافع وراء قرار نتنياهو باستئناف الحرب وبضراوة غير مسبوقة على غزة مجددا .

أما فيما يخص المجتمع الدولى، فقد تجاوز ما كان يسمى بسياسة ازدواجية المعايير، إلى الرضوخ التام للإرادة الأمريكية في هذا الاتجاه، والشراكة الحقيقية في الحرب على غزة، دون حتى ممارسة أي ضغط ولو ظاهريا على الإسرائيليين والذهاب لإنهاء الحرب لكن بالشروط الإسرائيلية.

خاصة أن رئيس وزراء دولة الكيان ما زال يواصل استنفار اللوبى الصهيوني للضغط على ترامب لاستمرار الحرب لتحقيق ما يريده.

في ظل هذا الموقف فإن السيناريو الأخطر والذي يبدو أنه الأقرب هو الدخول فى حرب برية جديدة فى القطاع لإبادة ما تبقى من مظاهر الحياة مع التكلفة الفادحة على مستوى الأرواح وحياة المدنيين والنساء والأطفال الفلسطينيين.

وأيضا نجاح نتنياهو وحكومة اليمين المتطرف فى جر الإدارة الأمريكية إلى فخ التعقيدات الجيوسياسية فى المنطقة، ما يهدد بنشوب حرب إقليمية بالتأكيد سوف يدفع الكل ثمنها.

بقلم: المستشار رجاء عطية

أمين حزب الحرية المصري في محافظة المنيا


اكتشاف المزيد من العاصمة والناس

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?