العالم

ورطة نتنياهو.. استئناف حرب غزة يشعل الانقسامات والخلافات في إسرائيل

القاهرة: العاصمة والناس    

مع استمرار الهدنة في قطاع غزة وتحولها من أيام إلى أسابيع، بدأت تتكشف تفاصيل مروعة عن معاناة المحتجزين الذين أُطلق سراحهم حديثًا، ما ضيّق الخيارات السياسية أمام رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكدت صحيفة “الجارديان” البريطانية، أن نتنياهو وجد نفسه عالقًا بين الأحزاب اليمينية المتطرفة التي تدعم حكومته وتطالب باستئناف الحرب في غزة، وبين غالبية الإسرائيليين الذين يرون أن أولوية الحكومة يجب أن تكون إنقاذ المحتجزين المتبقين في قبضة حماس بدلًا من تحقيق “الهزيمة الكاملة” للحركة، وهو الهدف الذي يصر عليه نتنياهو.

وأظهرت استطلاعات الرأي تأييدًا إسرائيليًا واسعًا للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، التي تنص على انسحاب كامل لقوات الاحتلال الإسرائيلية من قطاع غزة مقابل إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء.

انقسامات حادة في إسرائيل

وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه مع ذلك، هدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي عارض اتفاق الهدنة منذ البداية، مرارًا بالاستقالة إذا لم تُستأنف العمليات العسكرية. 

ويواجه نتنياهو تحديًا كبيرًا يتمثل في الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي قبيل تصويت حاسم في الكنيست هذا الشهر، وإذا لم يُقر البرلمان الإسرائيلي الميزانية المتأخرة لعام 2025 بحلول 31 مارس، فسيتم حل الحكومة تلقائيًا وستُجرى انتخابات مبكرة، يعلم نتنياهو جيدًا أنه سيخسرها.

وأضافت الصحيفة البريطانية، أنه بالنسبة لكثيرين في إسرائيل، كان القصف الليلي العنيف على غزة، الذي يُعد الأكثر دموية منذ الأشهر الأولى للحرب في عام 2023، إشارة واضحة إلى أن نتنياهو اتخذ قرارًا سياسيًا بشأن مستقبل النزاع.

ووصف نشطاء مطالبون بالإفراج عن المحتجزين القصف بأنه خيانة كبيرة، ولم تقتصر الانتقادات على الناشطين، بل امتدت إلى شخصيات بارزة في المؤسسة العسكرية للاحتلال.

حذر اللواء المتقاعد عاموس يادلين، الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، من أن استئناف الحرب بينما لا يزال المحتجزين في غزة سيقوض فعالية عمل جيش الاحتلال الإسرائيلي هناك ويضرّ بروح الجنود المعنوية.

وأضاف يادلين: “على القائد الإسرائيلي المسؤول، الذي لا تحركه اعتبارات سياسية داخلية، أن يعمل على استعادة جميع المحتجزين دفعة واحدة كأولوية قصوى، مقابل إنهاء الحرب، ثم يتعامل مع الهدف الثاني المتمثل في تفكيك حماس”.

وأشار إلى أن العديد من جنود الاحتياط الذين انضموا إلى جيش الاحتلال في أكتوبر 2023 كانت دوافعهم الرئيسية هي استعادة المحتجزين، مضيفًا: “الآن يجب على أحدهم إقناعهم بأن العملية البرية ستعيد المحتجزين أحياءً، وليس جثثًا. هذه مهمة صعبة”.

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا ????
كيف يمكنا مساعدتك?