تقارير

خناجر “أبراهام” في ظهر القاهرة والرياض.. هل أصبحت الإمارات “حصان طروادة” لتفكيك المنطقة؟

تحركات "أبوظبي" المشبوهة.. هل انتهى زمن التحالف التاريخي؟

كتبت: منى حمدان

بينما كانت المنطقة العربية تنظر إلى الإمارات كشقيق داعم، بدأت ملامح “شرق أوسط جديد” تتبلور في كواليس أبوظبي، لتكشف عن أجندة تتجاوز مجرد “التطبيع” إلى مرحلة “الاستبدال الجيوسياسي”.

تحركات “أبوظبي” المشبوهة.. هل انتهى زمن التحالف التاريخي؟

في هذا التقرير، نفتح ملف التحركات الإماراتية، ونحلل كيف تحولت “اتفاقات أبراهام” إلى منصة لإضعاف القوى التقليدية (مصر والسعودية)، ولماذا تصر الإمارات على الرقص مع الذئاب في واشنطن وتل أبيب؟

تحركات "أبوظبي" المشبوهة.. هل انتهى زمن التحالف التاريخي؟

اتفاقات أبراهام: ليس مجرد “سلام” بل إعادة صياغة للمنطقة

لم تكن اتفاقات أبراهام مجرد توقيع ورقة لإنهاء صراع لم يخضه الطرفان أصلاً، بل كانت “بوابة عبور” لإسرائيل إلى الخليج والشرق الأوسط برعاية إماراتية كاملة.

أجندة من يخدم هذا؟

أجندة تل أبيب: كسر العزلة الإقليمية والوصول إلى الممرات المائية الحيوية.

أجندة واشنطن: خلق “ناتو إقليمي” تكون إسرائيل قلبه النابض، مما يسمح لأمريكا بالانسحاب الجزئي وتكليف وكلاء محليين بإدارة الصراع.

أجندة أبوظبي: السعي لأن تكون هي “المركز اللوجستي والأمني” الوحيد في المنطقة، حتى لو كان ذلك على حساب المصالح القومية لجيرانها.

هل الإمارات عدو لمصر والسعودية؟.. تشريح “الطعنات الصامتة”

تصنيف الإمارات كـ “عدو” قد يكون مصطلحاً ثقيلاً دبلوماسياً، لكن في لغة المصالح الاستراتيجية، تتبع أبوظبي سياسة “المنافسة الهدامة”.

هي لا تحارب بالسلاح، بل بالاستحواذ والممرات البديلة والتحالفات السرية.

خريطة التحركات الاسرائيلية في المنطقة

أولاً: الضرر الواقع على الدولة المصرية (تخريب الرئة الاقتصادية)

قناة السويس تحت المقصلة: من خلال دعم مشروع “ممر إنديميك” (الهند – الشرق الأوسط – أوروبا) بالتعاون مع إسرائيل، تسعى الإمارات لخلق بديل بري وبحري يهمش دور قناة السويس، مما يضرب المورد السيادي الأول لمصر.

العبث بالعمق الاستراتيجي: التدخل الإماراتي في السودان ودعم قوات “الدعم السريع” يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، حيث يساهم في تفكيك السودان وزيادة الضغط على حدود مصر الجنوبية، فضلاً عن دورها المريب في ملف “سد النهضة” الذي يمس شريان الحياة للمصريين.

ثانياً: الضرر الواقع على السعودية (صراع الزعامة والنفط)

تقويض “رؤية 2030”: دخلت الإمارات في صدام صامت مع السعودية على جذب الاستثمارات العالمية، وتحاول عرقلة طموحات الرياض لتصبح المركز المالي الأول في المنطقة.

لغم اليمن: بينما تسعى السعودية لإنهاء حرب اليمن، دعمت الإمارات فصائل (المجلس الانتقالي) تسعى لتقسيم اليمن وتأمين موانئ استراتيجية لأبوظبي، مما يترك المملكة أمام خاصرة أمنية ضعيفة وغير مستقرة.

الارتباط بالإدارة الأمريكية وإسرائيل: مثلث “السيطرة”

التحرك الإماراتي لا يتم بمعزل عن “المايسترو” في واشنطن.

هناك تنسيق ثلاثي يهدف إلى تهميش “الدول المركزية الكبرى” (مصر والسعودية) لصالح “كيانات وظيفية” مرنة.

إسرائيل كشريك أمني: تحولت الإمارات إلى سوق ضخم للتكنولوجيا الأمنية والسيبرانية الإسرائيلية، واستخدمت هذه الأدوات للتجسس على حلفائها ومنافسيها في المنطقة على حد سواء.

اللوبي الإماراتي في واشنطن: تنفق أبوظبي المليارات للتأثير على القرار الأمريكي، لضمان استمرار الدعم لخططها التوسعية في القرن الأفريقي والبحر الأحمر، وهي مناطق نفوذ تاريخية لمصر والسعودية.

 إلى أين تتجه بوصلة أبوظبي؟

بناءً على المعطيات الحالية، نتوقع أن تشهد الفترة القادمة:

زيادة الاستحواذ على الموانئ: محاولة السيطرة على المزيد من الموانئ في القرن الأفريقي وليبيا لمحاصرة النفوذ البحري المصري والسعودي.

تصعيد في “حرب الممرات”: البدء الفعلي في تنفيذ ممرات لوجستية تربط موانئ دبي بموانئ إسرائيل (إيلات وحيفا) لتجاوز عبء القناة ومضيق باب المندب.

تحالفات مفاجئة: قد نرى تقارباً إماراتياً-إيرانياً “براجماتياً” لتأمين المصالح الاقتصادية، مما يترك السعودية وحيدة في مواجهة التهديدات الأمنية المباشرة.

 الوعي هو طوق النجاة

إن ما تفعله الإمارات اليوم ليس مجرد “ذكاء سياسي”، بل هو لعب بالنار في إقليم لا يتحمل المزيد من الانقسامات.

إن إضعاف مصر والسعودية هو إضعاف لآخر حصون الاستقرار العربي، وهو ما يخدم في النهاية أجندة التوسع الإسرائيلي.

على القاهرة والرياض إعادة قراءة التحالفات، فمن يبتسم في وجهك ويمرر الخنجر من تحت الطاولة ليس حليفاً، بل هو خطر “ناعم” يتطلب مواجهة خشنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى