
القاهرة: العاصمة والناس
ما هي الباقيات الصالحات؟ تفسير الشعراوي لآية “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”
أخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز أن زينة الحياة الدنيا، المال والأبناء، وهي أشياء فانية تزول قبل فناء الدنيا نفسها.
وفي المقابل، هناك أعمال يبقى أثرها ونفعها للإنسان في قبره ويوم القيامة، وهي ما يُعرف بـ “الباقيات الصالحات”.
تفسير الشعراوي لقوله تعالى: “المال والبنون زينة الحياة الدنيا”
أوضح إمام الدعاة، الشيخ محمد متولي الشعراوي، في تفسيره للآية 46 من سورة الكهف، أن الله تعالى أراد تنبيه الناس إلى أن التفاخر بالمال والولد هو استمتاع بشيء سريع الزوال.
وحذر من أن ينشغل الإنسان بهذه الزينة ويُعرض عن دار الكرامة (الآخرة).
لماذا قدم الله “المال” على “البنون” في الآية؟
بين الشيخ الشعراوي أن الحكمة من تقديم المال على البنين هي أن الزينة بالمال أظهر وأكثر شيوعاً؛ فالمال ميسور التحصيل للكثيرين في أغلب الأوقات، وهو وسيلة لقضاء الحاجات التي تسبق الحاجة للأبناء في كثير من الأحيان.
ما المقصود بـ “الباقيات الصالحات”؟
اختلفت آراء المفسرين في تحديد ماهية الباقيات الصالحات، وجمعها الشيخ الشعراوي في عدة نقاط:
الذكر المأثور (قول الجمهور): وهي كلمات: “سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم”.
الصلوات الخمس: باعتبارها عماد الدين وأول ما يُحاسب عليه العبد.
كل عمل صالح: يشمل ذلك كل قول أو فعل يُبتغى به وجه الله، مثل مساعدة المحتاجين، نشر العلم، أو نصرة الإسلام.
عبادات المستضعفين: الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي، فلهم من هذه الباقيات النصيب الأوفر.
أسباب نزول الآية: رد على أهل الغرور
أشار الشعراوي إلى أن هذه الآية الكريمة جاءت رداً على “عيينة بن حصن” وأمثاله ممن افتخروا بغناهم وشرفهم على الفقراء والمؤمنين المستضعفين.
فبينت الآية أن زينة الدنيا “غرور” يمر ولا يبقى، بينما العمل الصالح هو الزاد الحقيقي في القبر.
“خير عند ربك ثواباً وخير أملاً”
فسر إمام الدعاة ختام الآية بأن الأعمال الصالحات دائمة لأن عوائدها باقية عند الله.
خير ثواباً: أي أن الله يجزي عنها بما هو أعظم من حظوظ الدنيا الفانية.
خير أملاً: أي أن المؤمن ينال في الآخرة بفضل هذه الأعمال ما كان يرجوه ويأمله، فتتحقق سعادته الأبدية.
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .


