السحر انقلب على الساحر.. فضيحة صور ترامب المفبركة لإحراج رئيس جنوب افريقيا أكبر داعمي غزة

كتبت: رنيم شكري
في مشهد يُجسّد المقولة الشهيرة “الكذب ما لوش رجلين”، انقلب سحر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضدّه بعد كشف تزييفه أدلةً قدمها خلال لقائه مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا، في محاولة فاضحة لإحراج أحد أبرز الداعمين الدوليين لقضية فلسطين.
فقد ادّعى ترامب خلال اجتماعه برامافوزا في البيت الأبيض أن المزارعين البيض في جنوب إفريقيا يتعرضون لـ”إبادة جماعية”، وعرض صوراً ومقاطع فيديو زعم أنها تثبت مزاعمه. لكن التحقيق كشف أن الصورة التي رفعها بفخر، قائلاً إنها تظهر “دفن مزارعين بيض”، مأخوذة في الواقع من مشهد لجثث ضحايا اشتباكات في الكونغو الديمقراطية، وفقاً لتقرير “رويترز”.
أما الفيديو الذي قدّمه كدليل على “مقابر جماعية”، فتبين أنه مجرد نصب تذكاري مؤقت على طريق سريع في جنوب إفريقيا، وليس مقبرة حقيقية، كما ذكرت “ذا غارديان”. وهكذا، تحوّلت أدلة ترامب المفبركة إلى فضيحة مدوّية، كشفت محاولته اليائسة لتشويه صورة حكومة جنوب إفريقيا، التي تقف بقوة إلى جانب القضية الفلسطينية وتدعم غزة في المحافل الدولية.
لماذا يستهدف ترامب جنوب إفريقيا تحديداً؟
لا يخفى أن ترامب، الذي يُعتبر من أبرز المناصرين لإسرائيل، يسعى إلى تقويض موقف جنوب إفريقيا بعدما قادت دعاوى قضائية ضد جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، وطالبت بمحاكمة قادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية. كما أن رامافوزا كان من أوائل القادة الذين أدانوا العدوان الإسرائيلي، ووصفه بـ”الفصل العنصري الجديد”، مما أثار غضب واشنطن وحلفائها.
لكن بدلاً من مواجهة الحجج بالحجج، لجأ ترامب إلى أسلوب التضليل الإعلامي، محاولاً تصوير جنوب إفريقيا كدولة “عنصرية ضد البيض” لتحويل الأنظار عن انتقاداته اللاذعة لإسرائيل. غير أن الخدعة انكشفت بسرعة، لتعيد الأضواء إلى سياساته الفاشلة في التعامل مع القضايا الدولية، وتفضح محاولاته اليائسة لإسكات الأصوات المناهضة للاحتلال.
ردود أفعال ساخطة.. واتهامات بالتزييف
لم تكتف حكومة جنوب إفريقيا بنفي مزاعم ترامب، بل وصفتها بأنها جزء من “نظرية مؤامرة يمينية متطرفة”. كما أشار وزير الزراعة جون ستينهايزن إلى أن الائتلاف الحاكم يعمل على عزل المتطرفين مثل يوليوس ماليما – زعيم حزب “المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية” – الذي ظهر في الفيديو الذي قدّمه ترامب وهو يردد شعارات عنيفة.
أما على مواقع التواصل، فانهالت التعليقات الساخرة على ترامب، حيث وُصف بـ”المُهرّج الذي يحاول خداع العالم بصور مفبركة”. بينما ذكّر كثيرون بفضائحه السابقة، مثل تغريدة “مزوّرة” عن هجوم إيراني لم يحدث، أو مزاعمه غير المدعومة عن تزوير الانتخابات.
تبيّن أن محاولة ترامب لتشويه صورة جنوب إفريقيا – الدولة التي تتحدى سياسات واشنطن وتدافع عن المظلومين – قد تحوّلت إلى فشل ذريع. فبدلاً من إحراج رامافوزا، وجد نفسه في موقف المحرج بعد كشف تزييف أدلته.
والسؤال الآن: هل ستكون هذه الفضيحة جرس إنذار لزعماء وقادة العالم لكشف أساليب التضليل الأمريكية؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة في مسلسل الادعاءات غير المدعومة التي يُتقنها ترامب؟
- للمزيد : تابع العاصمة والناس، وللتواصل الاجتماعي تابعنا علي فيسبوك وتويتر .

