تقارير

صاروخ قاسم بصير الجديد.. ذراع إيران الطويلة تُربك حسابات إسرائيل الدفاعية

كتبت: جهاد علي

في خطوة أثارت اهتمام المراقبين وقلق القوى الإقليمية، أعلنت إيران عن إدخال صاروخ باليستي جديد إلى الخدمة يحمل اسم “قاسم بصير”.

هذا الصاروخ، الذي سُمِّي تيمنًا بالجنرال قاسم سليماني، يمثل نقلة نوعية في القدرات الصاروخية الإيرانية، ويُتوقع أن يكون له تأثير مباشر على معادلة الردع في الشرق الأوسط، خصوصًا في ظل التصعيد المستمر بين طهران وتل أبيب.

فما هي مواصفات هذا الصاروخ؟ ولماذا اعتبره المحللون تهديدًا غير مسبوق؟ وما دلالات الرسائل السياسية والعسكرية التي رافقت الإعلان عنه؟، لذا تابع مع العاصمة والناس خلال السطور التالية لكشف كافة التفاصيل.

مواصفات صاروخ قاسم بصير

تمثل مواصفات صاروخ قاسم بصير تحولًا بارزًا في قدرات إيران الصاروخية، ليس فقط من حيث المدى والدقة، بل في نوعية التكنولوجيا المستخدمة أيضًا.

  • النوع: صاروخ باليستي يعمل بالوقود الصلب، وهو ما يمنحه ميزة سرعة الإطلاق مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، ويقلل من الوقت اللازم للإعداد.

  • المدى: يصل مداه إلى 1,200 كيلومتر، مما يجعله قادرًا على ضرب أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل، وكذلك القواعد الأمريكية في الخليج.

  • نظام التوجيه: يستخدم نظام توجيه داخلي متطور يمكنه من إصابة أهدافه بدقة دون الحاجة إلى الاعتماد على نظام GPS، ما يمنحه ميزة استراتيجية عند مواجهة أنظمة التشويش الإلكتروني.

  • القدرة على المناورة: يتمتع بقدرات مناوراتية عالية أثناء التحليق، تجعل من الصعب على أنظمة الدفاع الجوي رصده أو اعتراضه.

  • الاختبار الناجح: تم الإعلان عن نجاح اختباره في 17 أبريل 2025، ما يُعد مؤشراً واضحاً على جاهزيته للدخول الفعلي في ساحات القتال.

صاروخ قاسم بصير في سياق التصعيد الإقليمي

جاء الإعلان عن إدخال صاروخ قاسم بصير للخدمة في وقت تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة بين إيران وإسرائيل، وخاصة بعد سلسلة من الهجمات التي نفذها الحوثيون، المدعومون من إيران، على مطار بن غوريون.

وقد صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حينها بأن بلاده لن تتردد في الرد المباشر على إيران، في حال استمرت هذه الاعتداءات، ملمحًا إلى أن تل أبيب باتت ترى طهران كمصدر تهديد مباشر، لا من خلال وكلائها فحسب.

وهنا يبرز السؤال: هل يمثل صاروخ قاسم بصير رسالة ردع واضحة لإسرائيل؟ أم أنه إعلان استعداد لمواجهة أكبر؟

صاروخ قاسم بصير الجديد ذراع إيران الطويلة تُربك حسابات إسرائيل الدفاعية
<span> <span style=font size 12pt>صاروخ قاسم بصير أرشيفيه<span>

الرسائل الاستراتيجية في تصريحات القيادة الإيرانية

في أعقاب الكشف عن الصاروخ، أطلق كبار القادة الإيرانيين سلسلة من التصريحات التي تحمل رسائل استراتيجية واضحة:

  • قال وزير الدفاع الإيراني، الجنرال عزيز نصير زاده، إن إيران لا تسعى إلى إشعال الصراعات مع جيرانها، لكنها مستعدة للرد بقوة على أي عدوان.

  • وأكد أن أي هجوم من إسرائيل أو الولايات المتحدة سيُقابل برد مباشر يشمل استهداف قواعدهم ومصالحهم في كل مكان.

  • بينما صرح كمال خرازي، مستشار المرشد الأعلى، بأن إيران قد تراجع عقيدتها النووية وتوسع مدى صواريخها إذا استمرت التهديدات الإسرائيلية، ما يُظهر تصعيدًا غير مسبوق في اللهجة السياسية والعسكرية.

 ما الذي يغيره قاسم بصير في معادلة الصراع؟

يشير خبراء عسكريون إلى أن إدخال صاروخ قاسم بصير إلى الخدمة يُعد نقطة تحول في التوازن العسكري الإقليمي، ليس فقط بسبب خصائصه التقنية، بل بسبب التوقيت والسياق السياسي:

  1. تعقيد الدفاعات الجوية الإسرائيلية: يضيف الصاروخ عنصرًا جديدًا من التحدي لأنظمة مثل القبة الحديدية و”آرو 3″.

  2. الردع الإيراني المباشر: الانتقال من الاعتماد على أذرع إقليمية (مثل حزب الله والحوثيين) إلى التلويح بالقوة المباشرة.

  3. الرسالة إلى واشنطن: مفادها أن طهران تمتلك وسائل ردع حقيقية قد تُستخدم في أي صراع مقبل.

  4. التوظيف في الحرب النفسية: تُستخدم هذه الإعلانات الصاروخية كأدوات لرفع معنويات الحلفاء وإضعاف الروح المعنوية لدى الخصوم.

صاروخ قاسم بصير الجديد ذراع إيران الطويلة تُربك حسابات إسرائيل الدفاعية
<span> <span style=font size 12pt>صاروخ قاسم بصير أرشيفيه<span>

مقارنة بصواريخ إيرانية سابقة

تمتلك إيران ترسانة متنوعة من الصواريخ الباليستية مثل:

  • صاروخ سجّيل: يصل مداه إلى 2,500 كم.

  • صاروخ خيبر: بمدى يصل إلى 2,000 كم.

لكن صاروخ قاسم بصير يتميز عنهما بما يلي:

  • دقة إصابة أعلى

  • عدم الاعتماد على GPS

  • قدرة مناوراتية متقدمة

السيناريوهات المحتملة لما بعد دخول قاسم بصير الخدمة
  1. سباق تسلح إقليمي: قد يدفع هذا الصاروخ إسرائيل إلى تسريع تطوير منظومات اعتراض أكثر تقدمًا.

  2. تصعيد غير مباشر: احتمال استخدام الصاروخ أو تقنياته عبر وكلاء إيران في المنطقة.

  3. مفاوضات النووي وموقف جديد: قد تستخدم إيران هذه الورقة للضغط في أي مفاوضات مستقبلية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
Open chat
مرحبا 👋
كيف يمكنا مساعدتك?